.... قوله: " ونوساتها تنطف "، النوسات: ما تحرك من شعر أو غيره متدليا. والنوس: تحرك الشيء متذبذبا - يقال منه: ناس، ينوس، نوسا، ونوسانا. ومنه: ذو نواس، سمي بذلك لذؤابته؛ كانت تنوس على ظهره.
ونطف الشعر وغيره، ينطف وينطف: إذا قطر. وليلة نطوف: دائمة القطر. وكأنه دخل عليها وقد اغتسلت.
وقول nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر " كأنما أحمل بيميني جبلا "؛ يعني أنه وجد من الثقل بسبب اليمين التي حلفها كثقل من يحمل جبلا، هو تشبيه واستعارة.
وقوله: " زعموا أنك غير مستخلف "، هذا إنما قاله الناس حين طعن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وسقوه لبنا فخرج من طعنته - رضي الله عنه - فيئسوا منه، وعلموا أنه هالك، فجرى ذلك.
وقوله: " لو كان راعي غنم ... " إلى آخر الكلام - فيه من الفقه استعمال [ ص: 13 ] القياس، فإنه قرر على الأصل المعلوم، وهي رعاية الغنم والإبل، ثم حمل عليه رعاية الناس ورأى أنها أولى، فكان ذلك إلحاق مسكوت عنه بمنطوق به على طريق الأولى، وهو نوع من أنواع الإلحاق كما يعرف في موضعه.
وقوله: " فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف "؛ أي: لم ينص على خليفة، لا على nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ولا على غيره، وهذا هو مذهب جماعة من أهل السنة والصحابة ومن بعدهم.
وقد ذهب بكر ابن أخت عبد الواحد إلى أن تقديم nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر كان بالنص من النبي صلى الله عليه وسلم، وذهب ابن الراوندي إلى أنه نص على nindex.php?page=showalam&ids=18العباس ، وذهب الشيعة والرافضة إلى أنه نص على nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، وكل ذلك أقوال باطلة قطعا؛ إذ لو كان ذلك لكان المهاجرون والأنصار أعرف بذلك، فإنهم اختلفوا في ذلك يوم السقيفة ، وقال كل واحد منهم ما عنده في ذلك من النظر، ولم ينقل منهم أحد نصا على [ ص: 14 ] رجل بعينه، ولو كان عندهم نص لاستحال السكوت عليه في مثل ذلك الوقت العظيم، والخطب المهم الجسيم، والحاجة الفادحة، مع عدم التقية والتواطؤ من ذلك الجمع على الكتمان. ومدعي النص في ذلك كاذب قطعا، فلا يلتفت إليه.
وكل من ذكر له خلاف في هذه المسألة لا يعتد بخلافه، [فإنه إما مكفر وإما مفسق مبدع، ومن كان كذلك لا يعتد بخلافه]، والمسألة إجماعية قطعية، والله الموفق.
وقوله: " وإن أستخلف فإن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر قد استخلف "؛ يعني أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر استخلفه ونص عليه وعينه، وهذا لا خلاف في أن الأمر كذلك وقع، ولا في أن هذا طريق مشروع في الاستخلاف.
ثم إن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه سلك طريقا بين طريقتين جمعت له الاقتداء بهما، فاقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم في أنه لم ينص على واحد بعينه فصدق عليه: أنه غير مستخلف، واقتدى nindex.php?page=showalam&ids=1بأبي بكر من حيث إنه لم يترك أمر المسلمين مهملا، فإنه جعل الأمر شورى في ستة ممن يصلح للخلافة وفوض التعيين لاختيارهم.