قول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس " بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية " كلام غير تام، وتتمته أن nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة أمرهم بأمر فخالف بعضهم وأنف، على عادة العرب أنهم كانوا يأنفون من الطاعة، قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : كانت العرب تأنف من الطاعة للأمراء، فلما أطاعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم بطاعة الأمراء. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11873أبو العالية : نزلت الآية بسبب nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر ؛ خرج في سرية أميرهم nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد ، فأجار nindex.php?page=showalam&ids=56عمار رجلا فأبى خالد أن يجيز أمانه، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأجاز أمان nindex.php?page=showalam&ids=56عمار ونهى أن يجار على الأمير.
قلت: وقول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أشهر وأصح وأنسب، وعلى هذا فأولو الأمر في الآية هم الأمراء، وهو أظهر من قول من قال: هم العلماء - قاله الحسن [ ص: 35 ] nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ، وله وجه؛ وهو أن الأمراء شرطهم أن يكونوا آمرين بما يقتضيه العلم، وكذلك كان أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحينئذ تجب طاعتهم، فلو أمروا بما لا يقتضيه العلم حرمت طاعتهم، فإذا: الحكم للعلماء والأمر لهم بالأصالة، غير أنهم لهم الفتيا من غير جبر، وللأمير الفتيا والجبر.
وهذان القولان أشبه ما قيل في هذه الآية.
وقوله: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول [النساء: 59]. الآية، " تنازعتم " اختلفتم، وأصله التجاذب والتعاطي، ومنه سمي المستقيان متنازعين؛ لأنهما يتجاذبان الدلو بالحبل، ولا شك أن المواجه بهذا الخطاب الصحابة.
وعلى هذا فالمراد بقوله: فردوه إلى الله والرسول ؛ أي: انتظروا أن ينزل الله فيه قرآنا أو يبين فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة.
وقيل: المراد الصحابة وغيرهم. والمعنى: أن المرجع عند التنازع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم - قاله nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
وقوله: " ذلك خير "؛ أي الرد إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم خير من الرد إلى التحكم بالهوى، و " خير " للمفاضلة التي على منهاج قولهم: العسل أحلى من الخل. ومنه قوله تعالى: أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا [الفرقان: 24]. و " خير " هنا بمعنى الواجب؛ أي: ذلك الواجب عليكم. و " تأويلا " أي: مآلا ومرجعا - قاله nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وغيره.