" الإسراء " سير الليل ، يقال : سريت مسرى وسرى وأسريت إسراء ، بمعنى واحد ، وبالألف لغة أهل الحجاز وقد جاء في القرآن ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=144حسان :
حي النضيرة ربة الخدر أسرت إليك ولم تكن تسري
وقيل : أسرى : سار من أول الليل ، وسرى : سار من آخره ، والقول الأول أعرف . ويقال سرينا سرية واحدة ، والاسم السرية بالضم والسرى . ويقال : أسراه وأسرى به ، مثل : أخذ الخطام وأخذ بالخطام .
واختلف في كيفية هذا الإسراء وفي زمانه ، فقيل : كان كله مناما ، وقيل : كان كله يقظة ، وقيل : كان إلى المسجد الأقصى يقظة ، وإلى ما بعد ذلك مناما . وكل تلك الأقسام جائز ، ولكن الذي عليه معظم السلف والخلف أنه أسري بجسده ، وحقيقته في اليقظة إلى آخر ما انطوى عليه الإسراء ، وعليه يدل ظاهر الكتاب وصحيح الأخبار ، ومبادرة [ ص: 385 ] قريش لإنكار ذلك وتكذيبه . ولو كان مناما لما أنكروه ولما افتتن به من افتتن ; إذ كثيرا ما يرى في المنام أمور عجيبة وأحوال هائلة ، فلا يستبعد ذلك في النوم ، وإنما يستبعد في اليقظة .
ولا يعارض ما ذكرناه إلا ظاهر قوله تعالى : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس [ الإسراء : 60 ] وألفاظ وقعت في بعض طرق أحاديث الإسراء ، كقوله - عليه الصلاة والسلام - : " بينا أنا نائم " ، وقوله : " فاستيقظت " ونحو ذلك مما وقع في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وغيره . وقد انفصل عن الآية بوجهين :
أحدهما : أن هذه قضية أخرى غير الإسراء على ما ذكره عكرمة ، قال : هي رؤيا دخول المسجد الحرام ، والفتنة : الصد بالحديبية .
الثاني : أن الرؤيا بمعنى الرؤية والمعاينة ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في جماعة ، والفتنة ارتداد من أنكر ذلك .