رواه أحمد ( 6 \ 82 )، والبخاري (6770)، ومسلم (1459) (38) و (39)، وأبو داود (2268)، والترمذي (2129)، والنسائي ( 6 \ 181 و 184).
(27) ومن باب قبول قول القافة في الولد
(قول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورا تبرق أسارير وجهه ) وفي رواية: (أسارير جبهته) وهي: الطرائق الدقيقة، والتكسر اليسير الذي يكون في الجبهة والوجه، والغضون أكثر من ذلك. وواحد الأسارير: أسرار، وواحدها: سر وسرر. فأسارير: جمع الجمع. ويجمع في [ ص: 199 ] القلة أيضا: أسرة.
وهذا عبارة عن انطلاق وجهه، وظهور السرور عليه، ويعبر عن خلاف ذلك بالمقطب؛ أي: المجمع. فكأن الحزن والغضب جمعه وقبضه.
و ( مجزز ) - بفتح الجيم، وكسر الزاي الأولى: هو المعروف عند الحفاظ. وكان nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج يقول: مجزز - بفتح الزاي -. وقيل: عنه أيضا: محرز - بحاء مهملة ساكنة، وراء مكسورة -. والصواب الأول. فإنه روي أنه إنما سمي مجززا ؛ لأنه كان إذا أخذ أسيرا جز ناصيته. وقيل: حلق لحيته. قاله الزبيري . وكان من بني مدلج ، وكانت القيافة فيهم وفي بني أسد .
قال الإمام أبو عبد الله : كانت الجاهلية تقدح في نسب أسامة ، لكونه أسود شديد السواد، وكان زيد أبوه أبيض من القطن. هكذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود عن nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح .
قال القاضي : وقال غير nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : كان زيد أزهر اللون، وكان أسامة شديد الأدمة. nindex.php?page=showalam&ids=138وزيد بن حارثة عربي صريح من كلب ، أصابه سباء، فاشتراه nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام لعمته nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فوهبته للنبي صلى الله عليه وسلم فتبناه، فكان يدعى: زيد بن محمد . حتى نزل قوله تعالى: ادعوهم لآبائهم [الأحزاب: 5] فقيل: nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة . وابن زيد أسامة ، وأمه nindex.php?page=showalam&ids=11406أم أيمن: بركة ، وكانت تدعى: أم الظباء، مولاة عبد الله بن عبد المطلب ، وداية رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم أر لأحد أنها كانت سوداء، إلا ما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين في تاريخ أحمد بن سعيد . فإن كان هذا؛ فلهذا خرج أسامة أسود، لكن لو كان هذا صحيحا لم ينكر الناس لونه؛ إذ لا ينكر أن يلد الإنسان أسود من سوداء. وقد نسبها الناس فقالوا: nindex.php?page=showalam&ids=11406أم أيمن بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان . وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الجهاد عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب : أن nindex.php?page=showalam&ids=11406أم أيمن كانت من الحبش وصيفة لعبد الله بن [ ص: 200 ] عبد المطلب : أبي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكره nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي .
وكانت للنبي صلى الله عليه وسلم بركة أخرى حبشية، كانت تخدم nindex.php?page=showalam&ids=10583أم حبيبة ، فلعله اختلط اسمها على nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب ، على أن أبا عمر قد قال في هذه: أظنها nindex.php?page=showalam&ids=11406أم أيمن . أو لعل nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب نسبها إلى الحبشة ؛ لأنها من مهاجرة الحبشة ، والله تعالى أعلم.
وقلت: هذا أظهر، وتزوجها عبيد بن زيد من بني الحارث ، فولدت له أيمن ، وتزوجها بعده nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة بعد النبوة، فولدت له أسامة . شهدت أحدا، وكانت تداوي الجرحى. وشهدت خيبر، وتوفيت في أول خلافة nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بعشرين يوما.
روى عنها ابنها nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=16243وطارق بن شهاب . قالت nindex.php?page=showalam&ids=11406أم أيمن : بات رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت، فقام من الليل، فبال في فخارة، فقمت وأنا عطشى، لم أشعر ما في الفخارة، فشربت ما فيها، فلما أصبحنا. قال: (يا nindex.php?page=showalam&ids=11406أم أيمن ! أهريقي ما في الفخارة) قلت: والذي بعثك بالحق ! لقد شربت ما فيها، فضحك حتى بدت نواجذه، قال: (إنه لا تتجعن بطنك بعدها أبدا).
و ( القطيفة ): كساء غليظ.
وقد استدل جمهور العلماء على الرجوع إلى قول القافة عند التنازع في الولد بسرور النبي صلى الله عليه وسلم بقول هذا القائف. وما كان صلى الله عليه وسلم بالذي يسر بالباطل، ولا يعجبه. ولم يأخذ بذلك nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ، وإسحاق ، وأصحابهم متمسكين بإلغاء النبي صلى الله عليه وسلم الشبه في حديث اللعان على ما يأتي، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=93سودة كما تقدم، وقد انفصل عن هذا بما تقدم آنفا، من أن إلغاء الشبه في تلك المواضع التي ذكروها، إنما كانت لمعارض أقوى منه، وهو معدوم هنا، فانفصلا، والله تعالى أعلم.
[ ص: 201 ] ثم اختلف الآخذون بأقوال القافة: هل يؤخذ بذلك في أولاد الحرائر والإماء، أو يختص بأولاد الإماء؟ على قولين:
فالأول: قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب عنه. ومشهور مذهبه: قصره على ولد الأمة. وفرق بينهما: بأن الواطئ في الاستبراء يستند وطؤه لعقد صحيح فله شبهة الملك، فيصح إلحاق الولد به، إذا أتت به لأكثر من ستة أشهر من وطئه، وليس كذلك الوطء في العدة؛ إذ لا عقد إذ لا يصح. وعلى هذا فيلزم من نكح في العدة أن يحد، ولا يلحق به الولد؛ إذ لا شبهة له. وليس مشهور مذهبه. وعلى هذا فالأولى: ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب عنه، وقاله nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
ثم العجب أن هذا الحديث الذي هو الأصل في هذا الباب إنما وقع في الحرائر، فإن أسامة وأباه ابنا حرتين. فكيف يلغى السبب الذي خرج عليه دليل الحكم، وهو الباعث عليه؟ ! هذا ما لا يجوز عند الأصوليين.
وكذلك اختلف هؤلاء؛ هل يكتفى بقول واحد؛ لأنه خبر من القافة، أو لا بد من اثنين؛ لأنها شهادة؟ وبالأول قال ابن القاسم . وهو ظاهر الخبر، بل نصه. وبالثاني قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، ويلزم عليه أن يراعى فيها شروط الشهادة؛ من العدالة وغيرها.
واختلفوا أيضا فيما إذا ألحقته القافة بمدعيين، هل يكون ابنا لهما ؟ وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=15968سحنون ، nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبي ثور . وقيل: يترك حتى يكبر، فيوالي من شاء منهما؛ وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقاله nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي . وقال عبد الملك ، nindex.php?page=showalam&ids=80ومحمد بن مسلمة : يلحق بأكثرهما شبها.