اختلف السلف في هذه الآية. فقيل: هي ناسخة لقوله تعالى: لا يحل لك النساء من بعد [الأحزاب: 52] مبيحة له أن يتزوج ما شاء. وقيل: بل نسخ [ ص: 210 ] قوله: لا يحل لك النساء [الأحزاب: 52] بالسنة. قال nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية nindex.php?page=showalam&ids=156ميمونة ، ومليكة ، nindex.php?page=showalam&ids=199وصفية ، nindex.php?page=showalam&ids=149وجويرية . وقالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : nindex.php?page=hadith&LINKID=665510 (ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له النساء).
وقيل عكس هذا، وهو: إن قوله: لا يحل لك النساء ناسخة لقوله: إنا أحللنا لك أزواجك الآية، ولقوله: ترجي من تشاء منهن وقيل غير هذا مما هو ظاهر الفساد. وإن صح ما نقله nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم : فالقول قوله، والله تعالى أعلم.
ترجي: قرئ مهموزا وغير مهموز، وهما لغتان. يقال: أرجيت الأمر، وأرجأته: إذا أخرته. وتؤوي: تضم. nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : تطلق من تشاء، وتمسك من تشاء. فأراد تطليق nindex.php?page=showalam&ids=93سودة ، فوهبت يومها nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة فبقاها. nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : تعزل من تشاء بغير طلاق، وتضم إليك من تشاء.
وكان ممن آوى إليه nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، nindex.php?page=showalam&ids=41وحفصة ، nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة . وأرجأ nindex.php?page=showalam&ids=93سودة ، nindex.php?page=showalam&ids=149وجويرية ، nindex.php?page=showalam&ids=199وصفية ، nindex.php?page=showalam&ids=156وميمونة ، nindex.php?page=showalam&ids=10583وأم حبيبة . وكان يقسم لهن ما شاء. وتوفي صلى الله عليه وسلم وقد آوى جميعهن إلا nindex.php?page=showalam&ids=199صفية ، وهذا يدل على أن القسم لم يكن عليه واجبا. وهو أحد القولين كما قدمناه.
ابتغيت؛ أي: طلبت الإصابة. ذلك؛ أي: الابتغاء أدنى؛ أي: أقرب لطيب قلوبهن؛ أي: إذا علمن أن العزل بأمر الله تعالى قرت أعينهن بذلك، ورضين. هذا قول أهل التفسير.
وفي هذه الآيات أبحاث ليس هذا موضع ذكرها. وما نقلناه أشبه ما قيل فيها.
[ ص: 211 ] و (قول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها: ما أرى ربك إلا يسارع في هواك ). قول أبرزته الغيرة والدلال. وهذا من نوع قولها: (ما أهجر إلا اسمك) و (لا أحمد إلا الله). وإلا فإضافة الهوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم مباعد لتعظيمه، وتوقيره؛ الذي أمرنا الله تعالى به، فإن النبي صلى الله عليه وسلم منزه عن الهوى بقوله تعالى: وما ينطق عن الهوى [النجم: 3]، وهو ممن نهى النفس عن الهوى. ولو جعلت مكان (هواك) (مرضاتك) لكان أشبه، وأولى. لكن أبعد هذا في حقها عن نوع الذنوب: أن ما يفعل المحبوب محبوب.
و (قولها: ( أما تستحيي المرأة تهب نفسها ؟ !) تقبيح منها على من فعلت ذلك. وتنفير أوجبه غيرتها. وإلا فقد علمت أن الله تعالى أباح هذا للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، وأن النساء كلهن لو ملكن رقهن ورقابهن للنبي صلى الله عليه وسلم لكن معذورات في ذلك، ومشكورات عليه لعظيم بركته، ولشرف منزلة القرب منه.
وعلى الجملة فإذا حقق النظر في أحوال أزواجه؛ علم: أنه لم يحصل أحد في العالم على مثل ما حصلن عليه. ويكفيك من ذلك مخالطة اللحوم، والدماء، ومشابكة الأعضاء، [ ص: 212 ] والأجزاء. وناهيك بها مراتب فاخرة. لا جرم هن أزواجه المخصوصات به في الدنيا والآخرة.