و (قوله في هلال بن أمية : ( إنه كان أول من لاعن في الإسلام ) هذا يقتضي: أن آية اللعان نزلت بسبب هلال بن أمية ، وكذلك ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . وهو مخالف لما تقدم: أنها نزلت بسبب عويمر العجلاني . وهذا يحتمل: أن تكون القضيتان متقاربتي الزمان فنزلت بسببهما معا. ويحتمل: أن تكون الآية أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم مرتين؛ أي: كرر نزولها عليه، كما قال بعض العلماء في سورة الفاتحة: إنها نزلت بمكة ، وتكرر نزولها بالمدينة . وهذه الاحتمالات وإن بعدت؛ فهي أولى من أن يطرق الوهم للرواة الأئمة الحفاظ.
وقد أنكر أبو عبد الله أخو المهلب في هذه الأحاديث هلال بن أمية ، وقال: هو خطأ، والصحيح: أنه عويمر . ونحوا منه قاله nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري . وقال: إنما هو عويمر ، وهو الذي قذفها بشريك بن سحماء ، والله تعالى أعلم.
وظاهر هذا الحديث: أن هلالا لما صرح بذكر شريك : أنه قذفه. ومع ذلك فلم يحده النبي صلى الله عليه وسلم له. وبهذا قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : إنه لا حد على الرامي لزوجته إذا سمى الذي رماها به ثم التعن ورأى أنه التعن لهما. وعند nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : أنه يحد، [ ص: 301 ] ولا يكتفى بالتعانه؛ لأنه إنما التعن للمرأة، ولم تكن له ضرورة إلى ذكره، بخلاف المرأة. فهو إذا قاذف فيحد. واعتذر بعض أصحابنا عن حديث شريك : بأن يقال: بأنه كان يهوديا. وأيضا: فلم يطلب شريك بشيء من ذلك. وهو حقه، فلا متعلق في الحديث.
قال القاضي عياض : لا يصح قول من قال: إن شريكا كان يهوديا. وهو باطل. وهو: شريك بن عبدة بن مغيث ، وهو بلوي حليف الأنصار ، وهو أخو nindex.php?page=showalam&ids=70البراء بن مالك لأمه.
والسبط الشعر: هو المسترسله، المنبسطه. يقال: شعر سبط بكسر الباء وفتحها، لغتان و: سبط شعره، يسبط: إذا صار كذلك، وهو ضد الجعودة.
و ( قضيء العينين ): فاسدهما. قال nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد في "الجمهرة": قضئت عين الرجل: إذا احمرت، ودمعت. وقضئت القربة، تقضأ قضأ، فهي قضيئة، على وزن فعيلة: إذا عفنت، وتهافتت.
و ( الجعد ) في هذا هو: المتكسر، على ضد السبوطة المتقدمة.
وفي رواية أخرى: ( إن جاءت به جعدا قططا ) أي: شديد الجعودة.
و ( أحمش الساقين ): دقيقهما. ويقال للمرأة: حمشاء الساقين. قاله nindex.php?page=showalam&ids=12002الهروي ، وغيره.