ووزنها: مفاعلة، ولا تكون إلا بين اثنين. وأصلها في اللغة: الدفع الشديد. ومنه وصفت الحرب ب (الزبون) لشدة الدفع فيها. وبه سمي الشرطي: زبنيا؛ لأنه يدفع الناس بعنف وشدة. ومنه: زبن الناقة الإناء عند الحلب. ولما كان كل واحد من المتبايعين يدفع الآخر في هذه المبايعة عن حقه سميت بذلك. هذا معنى المزابنة لغة. وأما معناها في الشرع: فقد جاء تفسيرها في هذه الأحاديث بألفاظ مختلفة، كما وقع في الأصل. حاصلها عند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : بيع مجهول بمجهول، أو بمعلوم من جنس يحرم الربا في نقده. وخالفه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في هذا القيد، فقال: سواء كان مما يحرم الربا في نقده، أو لا، مطعوما، أو غير مطعوم.
و ( قوله في المزابنة: هي بيع ثمر النخل بالتمر كيلا ، وبيع الزبيب بالعنب كيلا؛ يعني: أن يكون أحدهما بالكيل والآخر بالجزاف، للجهل بالمقدار في [ ص: 391 ] الجنس، فيدخله الخطر. وإذا كان هذا ممنوعا للجهل من جهة واحدة، فالجهل من جهتين؟ كجزاف بجزاف أدخل في المنع، وأولى. وهذا الحديث يشهد nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي على تفسيره للمزابنة، فإنه ما ذكر في الحديث الأول إلا النخل، والعنب. وكلاهما يحرم الربا في نقده، وألحق بهما ما في معناهما. وأما nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ففهم أن المنع فيها إنما كان من حيث الغرر اللاحق في الجنس الواحد، فعداه لكل جنس وجد فيه ذلك المعنى. والله تعالى أعلم.