الإنظار: التأخير. والمعسر هنا: هو الذي يتعذر عليه الأداء في وقت دون وقت. فندب الشرع إلى تأخيره إلى الوقت الذي يمكن له ما يؤدي. وأما المعسر بالإفلاس: فتحرم مطالبته إلى أن يتبين يساره. والمال: كل ما يتمول، أو يتملك من عين، وعرض، وحيوان، وغير ذلك. ثم قد يخصه أهل كل مال بما يكون غالب أموالهم. فيقول أصحاب الإبل: المال: الإبل. وأصحاب النخل: النخل. وهكذا.
و (قوله: ولا يكتمون الله حديثا ) أي: لا يستطيع أحد أن يكتم يوم القيامة شيئا من أعماله. فإن كتم شهدت عليه جوارحه كما يأتي.
و (قوله: وكان من خلقي الجواز ) أي: التجاوز عن حقوقه، فأما من حلول الأجل فيؤخره، وأما من استيفاء الحق فيسقط بعضه، أو يسامح في الزيف.
و ( قول الله تعالى: (أنا أحق بذلك) صدق، وحق؛ لأنه تعالى متفضل ببذل ما لا يستحق عليه، ومسقط بعفوه عن عبده ما يجب له من الحقوق عليه. ثم يتلافاه برحمته، فيكرمه، ويقربه منه، وإليه. فله الحمد كفاء إنعامه، وله الشكر على إحسانه.