و (قوله : " لكل نبي دعوة مستجابة ") أي : مجابة ، والسين زائدة ، يقال : أجاب واستجاب ، قال : فلم يستجبه عند ذلك مجيب . أي : لم يجبه . ومعناه : أنهم عليهم السلام لهم دعوة في أممهم هم على يقين في إجابتها بما أعلمهم الله تعالى ، ثم خيرهم في تعيينها ، وما عداها من دعواتهم يرجون إجابتها ، وإلا فكم قد وقع لهم من الدعوات المجابة ؟ وخصوصا نبينا - صلى الله عليه وسلم - ، فقد دعا لأمته بألا يسلط عليهم عدوا من غيرهم ، وألا يهلكهم بسنة عامة فأعطيهما . وقد منع أيضا بعض ما دعا لهم به ; إذ قد دعا ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعها ، وهذا يحقق ما قلناه من أنهم في دعواتهم راجون الإجابة ، بخلاف هذه الدعوة الواحدة ، والله تعالى أعلم .