و( الإحسان ) هنا بمعنى: الإحكام والإكمال، والتحسين في الأعمال المشروعة، فحق من شرع في شيء منها أن يأتي به على غاية كماله، ويحافظ على آدابه المصححة والمكملة، وإذا فعل ذلك قبل عمله، وكثر ثوابه.
و( القتلة ) بكسر القاف، هي الرواية، وهي: هيئة القتل، و(القتلة) بالفتح: مصدر قتل المحدود. وكذلك: الركبة والمشية: الكسر للاسم، والفتح للمصدر. والذبح أصله: الشق والقطع، قال:
[ ص: 241 ]
كأن بين فكها والفك فأرة مسك ذبحت في سك
وإحسان الذبح في البهائم : الرفق بالبهيمة، فلا يصرعها بعنف، ولا يجرها من موضع إلى موضع، وإحداد الآلة، وإحضار نية الإباحة، والقربة، وتوجيهها إلى القبلة، والتسمية، والإجهاز، وقطع الودجين والحلقوم، وإراحتها، وتركها إلى أن تبرد، والاعتراف لله تعالى بالمنة، والشكر له على النعمة بأنه سخر لنا ما لو [ ص: 242 ] شاء لسلطه علينا، وأباح لنا ما لو شاء لحرمه علينا.
وقال ربيعة: من إحسان الذبح ألا تذبح بهيمة وأخرى تنظر، وحكي جوازه عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك والأول أولى.
ثم قوله - صلى الله عليه وسلم -: ( إذا قتلتم فأحسنوا القتلة ) يحمل على عمومه في كل شيء من التذكية، والقصاص، والحدود، وغيرها، وليجهز في ذلك، ولا يقصد التعذيب.