(قوله : " ثلاث مرات ") هو تعديد الغسلات لا تعديد الغرفات كما ذهب إليه بعضهم ، وليس بشيء ; إذ لم يجر للغرفات في هذا الحديث ذكر ، وإنما قال : " غسل يديه ثلاث مرات " . وثلاث : منصوب نصب المصدر لإضافته إليه فكأنه قال : غسلات ثلاثا ، ومن ضرورة ذلك تعديد الغرفات . والمضمضة : وضع الماء في الفم ، وخضخضته فيه ، والاستنثار : إيصال الماء إلى الأنف ونثره منه بنفس أو بأصبعيه ، وسمي : استنثارا بآخر الفعل ، وقد يسمى : استنشاقا بأوله ، وهو استدعاء الماء بنفس الأنف .
و (قوله : " هذا الوضوء أسبغ ") أي : أكمل ، والدرع السابغ : الكامل ، وقد يقال على هذا ، فكيف يكون هذا الوضوء أسبغ ما يتوضأ به أحد ، ولم يذكر فيه [ ص: 481 ] مسح الأذنين ؟ والجواب : أن اسم الرأس تضمنهما ، والله أعلم .