و(قوله: فجاءت جارية كأنما تدفع ) الجارية في النساء كالغلام في الذكور، وهو ما دون البلوغ. و(تدفع) أي: يدفعها دافع; يعني: أنها جاءت مسرعة، كما [ ص: 294 ] قال في الرواية الأخرى: (كأنما تطرد) وكذلك فعل الأعرابي. وكل ذلك إزعاج من الشيطان لهما; ليسبقا إلى الطعام قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبل التسمية، فيصل إلى غرضه من الطعام. ولما اطلع النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك أخذ بيديهما ويدي الشيطان؛ منعا لهم من ذلك.
واستحلال الشيطان الطعام الذي لا يذكر اسم الله عليه إنما هو عبارة عن تناوله منه على نحو ما ذكرناه.
وقيل: هو استحسانه رفع البركة من ذلك الطعام. وروي عن وهب بن منبه أنه قال: هم أجناس; فخالص الجن لا يأكلون، ولا يشربون، ولا يتناكحون، هم ريح. ومنهم أجناس يفعلون ذلك كله، ويتوالدون، ومنهم: السعالي، والغيلان، والقطاربة.