[ ص: 308 ] (8) ومن باب جعل قليل الطعام كثيرا ببركة النبي - صلى الله عليه وسلم -
(الخمص): الجوع، وأصله: من خمص البطن، وهو: ضموره، ولما كان الجوع يضمر البطن سمي به. و(البهيمة) الصغيرة من الضأن، تصغير: بهمة. والجمع: بهم. و(الداجن): الملازم للبيت، ودجن في كذا; أي: أقام فيه.
و(قوله: انكفأت إلى أهلي ) أي: انقلبت إليهم، وانصرفت.
و(الجراب): وعاء من جلد.
و(قوله: إن nindex.php?page=showalam&ids=36جابرا قد صنع لكم سورا ) أي: اتخذ طعاما لدعوة الناس، كلمة فارسية، قاله nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري وغيره، وقال غيرهما: هو الطعام نفسه بالفارسية.
و(قوله: حيهلا بكم ) أي: أقبلوا وهلموا. قال nindex.php?page=showalam&ids=12002الهروي : (حي) كلمة على [ ص: 309 ] حدة، ومعناها: هلم، و(هلا): كلمة على حدة، فجعلا كلمة واحدة. قال غيره: وفيها لغات، يقال: حي هل، وهل، وهلى، وهلا، وحي هل، وحي هل - بسكونهما - وحكى أبو عبيدة : حيهلك، وهي التي يقال فيها: حي على بمعنى. وهي عند أبي عبيدة بمعنى: عليك بكذا; أي: ادع به.
و(قولها: بك وبك ) عتب عتبت عليه، وكأنها قالت له: فعلت هذا برأيك، وسوء نظرك. تعني: دعاءه للناس كلهم، وظنت أنه لم يخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقدر الطعام. ويحتمل أن يكون معناه: بك تنزل الفضيحة، وبك يقع الخجل، ويحتمل أن يكون دعاء; أي: أوقع الله بك الفضيحة أو الخجل، ونحو هذا.
و(قوله: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقدم الناس ) هذا منه - صلى الله عليه وسلم - مخالف للذي نقل من سيرته مع أصحابه أنه كان لا يتقدمهم، ولا يوطأ عقبه، وإنما كان يمشي بين أصحابه أو يقدمهم، وإنما تقدمهم في هذا الموضع لأنه هو الذي دعاهم، فكان دليلهم إلى الموضع الذي دعاهم إليه.