قلت: غير أنه جاء في الصحاح: أقرن الدم في العرق، واستقرن; أي: كثر. فيحتمل أن يحمل الإقران المذكور في هذا الحديث على ذلك، فيكون معناه: أنه نهى عن الإكثار من أكل التمر إذا أكل مع غيره، ويرجع معناه إلى القران المذكور في الرواية الأخرى، والله أعلم.
وقد حمل أهل الظاهر هذا النهي على التحريم مطلقا. وهو منهم جهل بمساق الحديث وبالمعنى. وحمل الجمهور، والفقهاء، والأئمة هذا النهي على حالة المشاركة في الأكل والاجتماع عليه، بدليل فهم nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر راوي الحديث ذلك المعنى، وهو أفهم للمقال، وأقعد بالحال، وبدليل قوله: إلا أن يستأذن الرجل [ ص: 319 ] أخاه فإن كان هذا من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو نص في المقصود، وإن كان من قول nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر فكما قلناه.
وقد علله الجمهور بعلتين:
إحداهما: أن ذلك يدل على كثرة الشره والنهم، وبهذا عللته nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - حيث قالت: إنها نذالة.
وثانيتهما: إيثار الإنسان نفسه بأكثر من حقه على مشاركه، وحكمهم في ذلك التساوي.
و(قوله: إلا أن يستأذن أخاه ) قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : إن ذلك النهي إنما كان في زمنهم لما كانوا عليه من الضيق والمواساة، فأما اليوم فلا يحتاجون إلى الاستئمار.