[ ص: 328 ] و(قوله: أحرام الثوم؟) هذا سؤال من يعتقد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ترك أكل شيء جرت العادة بأكله كان ذلك دليلا على تحريمه، ولذلك أجابه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (لا)، وهو رد على من يقول من أهل الظاهر: إنه حرام، يمنع حضور الجماعات للصلاة، وقد تقدم الكلام على هذا في كتاب الصلاة.
و(قول nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب : فإني أكره ما تكره ) فيه جواز الامتناع من المباح، وإطلاق اسم الكراهة عليه، وإن لم يكن مطلوب الترك .
وإنما تحرج nindex.php?page=showalam&ids=50أبو أيوب من البقاء في العلو الذي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - تحته; إعظاما للرسول - صلى الله عليه وسلم - واحتراما عن أن يعلوه، ولإمكان أن يسقط من العلو شيء عند حركتهم في العلو، فيؤذي النبي - صلى الله عليه وسلم -.
[ ص: 329 ] و(قوله - صلى الله عليه وسلم -: السفل أرفق بنا ) يعني بذلك من جهة الصعود إلى العلو، وبما يلحق في تكرار ذلك من المشقة، ومع ذلك فتجشمها النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رأى صدق nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب في احترامه، وعزمه على ألا يسكن العلو بوجه، فلو لم يجبه إلى ذلك لانتقل منه nindex.php?page=showalam&ids=50أبو أيوب إلى موضع آخر، وربما تكثر عليه المشقة والحرج، فآثر موافقته على المشقة اللاحقة له في الصعود.
و(قوله: كان - صلى الله عليه وسلم - يؤتى ) قد فسره الراوي بقوله: يعني: يأتيه الوحي. ومعناه: يؤتى بالوحي; أي: يجاء إليه به. والوحي: ما يبلغه عن الله تعالى مما يبلغه جبريل عليه السلام.