قوله: ( حلة سيراء ) قد تقدم ذكر الحلة في الجنائز، و( السيراء ): المخطط بالحرير، شبهت بالسيور خطوطها; قاله nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي ، والخليل ، وغيرهما. والرواية: حلة سيراء - بتنوين حلة، ونصب سيراء - على أن تكون صفة للحلة كأنه قال: مسيرة . كما قالوا: جبة طيالسية; أي: غليظة. قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : حلة سيراء، كقولك: ناقة عشراء. وبعضهم لا ينون الحلة، ويضيفها إلى سيراء. وكذلك رواه [ ص: 386 ] ابن سراج . وكذلك قيدته على من يوثق بعلمه وتقييده، فهو على هذا من إضافة الشيء إلى صفته. كقولهم: ثوب خز، على أن nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه قال: لم يأت فعلاء صفة، وإنما سيراء يتنزل منزلة مسيرة.
و(قوله: لو اشتريت هذه فلبستها للوفد ) وإقراره - صلى الله عليه وسلم - على هذا القول يدل على مشروعية التجمل للوفود، ومجامع المسلمين التي يقصد بها إظهار جمال الإسلام، والإغلاظ على العدو.
و(قوله: إنما يلبس هذه )، وفي رواية: ( الحرير من لا خلاق له في الآخرة ) الخلاق: قيل فيه: الحظ، والنصيب، والقدر. ويعني بذلك: أنه لباس الكفار والمشركين في الدنيا، وهم الذين لا حظ لهم في الآخرة.
وهذا كله في الحرير الخالص المصمت، فأما الذي سداه حرير، ولحمته غيره: فكرهه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وإليه ذهب nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، وأجازه nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
وأما الخز، فاختلف فيه على ثلاثة أقوال: الحظر، والإباحة، [ ص: 387 ] والكراهة. وجل المذهب على الكراهة. واختلف فيه; ما هو؟ فقيل: ما سداه حرير. قال nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب : ليس بين الخز وما سداه حرير ولحمته قطن أو غيره فرق إلا الاتباع، فإنه حكي إباحة الخز عن خمسة وعشرين من الصحابة. منهم: nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان ، nindex.php?page=showalam&ids=85وسعيد بن زيد ، nindex.php?page=showalam&ids=11وعبد الله بن عباس ، وخمسة عشر تابعيا، وكان nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر يكسو بنيه الخز. وقيل في الخز: إنه يشبه الحرير، وليس به. ويكره لشبهه بالحرير، وللسرف.
و(قوله: فكساها nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أخا له مشركا بمكة ) قيل: إنه كان أخاه لأمه. ذكره nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي . وفيه ما يدل على جواز صلة القريب المشرك ، وما يدل على أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - لم يكن من مذهبه: أن الكفار يخاطبون بالفروع; إذ لو اعتقد ذلك لما كساه إياها، وهي تحرم عليه.
واختلف في علة تحريم الحرير للرجال . فقال الأبهري : هي التشبه بالنساء. وقيل: ما يجره من الخيلاء. وقيل: التشبه بالكفار الذين لا حظ لهم في الآخرة. وهو الذي دل عليه الحديث.
و(قوله: إنما بعثت بها إليك لتصيب بها ) أي: مالا. وكذا جاء مفسرا في [ ص: 388 ] بعض طرقه. ولم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر مثل الذي قال لأسامة ، ولا لعلي : ( لتشققها خمرا بين نسائك ) ولو سمع ذلك nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لما سمع منه منع النساء من الحرير.