قلت: والظاهر أن المراد بالكلب هنا غير المأذون في اتخاذه كما تقدم; لأن المسافر قد يحتاج إلى حفظ ماشية دوابه وإبله، وغير ذلك، فيضطر إلى اتخاذها كما يضطر إليها في الحضر لزرعه وضرعه.
و( الجرس ): ما يعلق في أعناق الإبل مما له صلصلة، والذي يضرب به، وهو بفتح الراء، وجمعه: أجراس. فأما: الجرس فهو الصوت الخفي. يقال بفتح الجيم وكسرها.
وفيه ما يدل على كراهة اتخاذ الأجراس في الأسفار، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وغيره.
[ ص: 435 ] قلت: وينبغي ألا تقصر الكراهة على الأسفار، بل هي مكروهة في الحضر أيضا، بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم -: ( nindex.php?page=hadith&LINKID=660958الجرس مزامير الشيطان ) ومزامير الشيطان مكروهة سفرا وحضرا، ثم: هذا يعم الكبير والصغير منها. وقد فرق بعض الشاميين، فأجازوا الصغير، ومنعوا الكبير. ووجه الفرق: أن الكبير به يقع التشويش على الناس، وبه تحصل المشابهة بالنصارى ، فإنهم يستعملون النواقيس في سفرهم وحضرهم.
[و(قوله: تماثيل أو صور ) ] يحتمل أن يكون هذا شكا من بعض الرواة، ويحتمل أن يريد بالتماثيل: ما كان قائم الشخص، وبالصور: ما كان رقما، ويكون (أو) بمعنى: الواو، أو تكون للتوسيع. والله تعالى أعلم.