وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر فيقتضي أن النهي عن ذلك إنما كان لأن ذلك الاسم لا يصدق على غيره صدقه عليه، ولذلك قال متصلا بقوله: ( nindex.php?page=hadith&LINKID=660986تسموا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي، فإني أنا أبو القاسم أقسم بينكم ) وفي الرواية الأخرى: ( فإنما بعثت إليكم قاسما ) يعني: أنه هو الذي يبين قسم الأموال في المواريث، والغنائم، والزكوات، والفيء، وغير ذلك من المقادير، فيبلغ عن الله حكمه، ويبين قسمه. وليس ذلك لأحد، إلا له، فلا يطلق هذا الاسم في الحقيقة إلا عليه.
إما ناسخة لأحاديث المنع، وإما مرجحة بالعمل المذكور، والله تعالى أعلم.
وقد شذت طائفة فمنعوا التسمية بمحمد جملة، متمسكين بذلك بما يروى عن [ ص: 459 ] النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (تسمون أولادكم محمدا، ثم تلعنونهم) وبما كتب nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - إلى الكوفة من قوله: (لا تسموا أحدا باسم نبي) وبأمره جماعة بالمدينة بتغيير أسماء أبنائهم محمدا، ولا حجة في شيء من ذلك. أما الحديث: فغير معروف عند أهل النقل، وعلى تسليمه فمقتضاه النهي عن لعن من اسمه محمد، لا عن التسمية به. وقد قدمنا النصوص الدالة على إباحة التسمية بذلك، بل: قد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث كثيرة تدل على الترغيب في التسمية بمحمد ; كقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ما ضر أحدكم أن يكون في بيته محمد، ومحمدان) وكقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ما اجتمع قوم في مشورة فيهم رجل اسمه محمد فلم يدخلوه فيها إلا لم يبارك لهم فيها) ومثله كثير.
وأما أمر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه -: فكان بسبب: أنه سمع رجلا يقول لابن أخيه nindex.php?page=showalam&ids=16963محمد بن زيد بن الخطاب : فعل الله بك يا محمد وصنع بك. فدعا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر به، وقال: ألا أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسب بك! والله! لا تدعى [ ص: 460 ] محمدا أبدا، وعند ذلك - والله تعالى أعلم - كتب لأهل الكوفة وأمر أهل المدينة بما سبق، ثم إنه ذكر له جماعة سماهم النبي - صلى الله عليه وسلم – بذلك، فترك الناس من ذلك.
تنبيه: الأصل في الكناية أن يكون للرجل ابن فيكنى باسم ابنه ذلك، ولذلك كني النبي - صلى الله عليه وسلم - بأبي القاسم ، فإنه كان له ولد يسمى: القاسم من nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة رضي الله عنها، وكأنه كان أول ذكور أولاده. وعلى هذا: فلا ينبغي أن لا يكنى أحد حتى يكون له ولد يكنى باسمه، لكن: قد أجاز العلماء خلاف هذا الأصل، فكنوا من ليس له ولد؛ لحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها; أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: كل صواحباتي لهن كنى، وليس لي كنية، فقال: (اكتني بابن أختك عبد الله ) فكانت تكتني بأم عبد الله . وقد كنى النبي - صلى الله عليه وسلم - الصغير، فقال: nindex.php?page=hadith&LINKID=662675 (يا أبا عمير ! ما فعل النغير) وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه -: عجلوا بكنى أبنائكم وأولادكم; لا تسرع إليهم ألقاب السوء.