رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد (2 \ 510) nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري (6232 و 6233) nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم (2160) nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود (5198 و 5199) nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي (2704 و 5199).
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر بن عبد البر : أجمع العلماء: على أن الابتداء بالسلام سنة والرد فريضة. غير أن nindex.php?page=showalam&ids=15140أبا عبد الله المازري قال: الابتداء بالسلام سنة والرد واجب في المشهور; فإذا رد واحد من الجماعة أجزأ عنهم.
ثم إن الناس في الابتداء بالسلام إما أن تتساوى أحوالهم، أو تتفاوت، فإن تساوت فخيرهم الذي يبدأ صاحبه بالسلام: كالماشي على الماشي، والراكب على الراكب، غير أن الأولى مبادرة ذوي المراتب الدينية، كأهل العلم والفضل؛ احتراما لهم، وتوقيرا، وأما ذوي المراتب الدنيوية المحضة فإن سلموا يرد عليهم، وإن ظهر عليهم إعجاب، أو كبر فلا يسلم عليهم; لأن ذلك معونة لهم على المعصية، وإن لم يظهر ذلك عليهم جاز أن يبدؤوا بالسلام، وابتداؤهم هم بالسلام أولى بهم; لأن ذلك يدل على [ ص: 484 ] تواضعهم.
وإن تفاوتت فالحكم فيها على ما يقتضيه هذا الحديث، فيبدأ الراكب بالسلام على الماشي لعلو مرتبته; لأن ذلك أبعد له من الزهو. وأما الماشي: فقد قيل فيه مثل ذلك، وفيه بعد; إذ الماشي لا يزهى بمشيه غالبا. وقيل: هو معلل بأن القاعد قد يقع له خوف من الماشي; فإذا بدأه بالسلام أمن من ذلك، وهذا أيضا بعيد; إذ لا خصوصية للخوف بالقاعد، فقد يخاف الماشي من القاعد، وأشبه من هذا أن يقال: إن القاعد على حال وقار وثبوت وسكون، فله مزية على الماشي بذلك; لأن حاله على العكس من ذلك. وأما ابتداء القليل بالسلام على الكثير فمراعاة لشرفية جمع المسلمين وأكثريتهم.
وقد زاد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في هذا الحديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=676446 (ويسلم الصغير على الكبير) وهذه المعاني التي تكلف العلماء إبرازها هي حكم تناسب المصالح المحسنة والمكملة، ولا نقول: إنها نصبت نصب العلل الواجبة الاعتبار، حتى لا يجوز أن يعدل عنها، فنقول: إن ابتداء القاعد للماشي غير جائز، وكذلك ابتداء الماشي الراكب، بل يجوز ذلك; لأنه مظهر للسلام، ومفش له كما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: nindex.php?page=hadith&LINKID=847889 (أفشوا السلام بينكم) وبقوله: (إذا لقيت أخاك فسلم عليه).
وإذا تقرر هذا فكل واحد من الماشي والقاعد مأمور بأن يسلم على أخيه إذا لقيه، غير أن مراعاة تلك المراتب أولى، والله أعلم.
ثم هذا السلام المأمور به، وهو أن يقول: السلام عليكم، أو: سلام عليكم; إذ قد جاء اللفظان في الكتاب والسنة. والسلام في الأصل بمعنى: السلامة، كاللذاذ واللذاذة، كما قال تعالى: فسلام لك من أصحاب اليمين أي: فسلامة; فعلى هذا يكون معنى قول المسلم (سلام عليك) [ ص: 485 ] أي: سلامة لك مني وأمان، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: (السلام أمان لذمتنا، وتحية لملتنا) والسلام أيضا: اسم من أسماء الله تعالى، كما قال تعالى: السلام المؤمن المهيمن ومعناه في حق الله تعالى: أنه المنزه عن النقائص والآفات التي تجوز على خلقه. وعلى هذا فيكون معنى قول المسلم: السلام عليك; أي: الله مطلع عليك، وناظر إليك، فكأنه يذكره باطلاع الله تعالى، ويخوفه به ليأمن منه، ويسلمه من شره، فإذا دخلت الألف واللام على المعنى الأول كان معناه: السلامة كلها لك مني، وإذا أدخلت على اسم الله تعالى كانت تفخيما وتعظيما; أي: الله العظيم السليم من النقائص، والآفات، المسلم لمن استجار به من جميع المخلوقات. ويقال في السلام: سلم - بكسر السين - قال الشاعر:
وقفنا فقلنا إيه سلما فسلمت كما انكل بالبرق الغمام اللوائح
عليك سلام الله قيس بن عاصم ورحمته ما شاء أن يترحما
لا أن ذلك اللفظ هو المشروع في حق الموتى; لأنه - صلى الله عليه وسلم - قد سلم على الموتى، [ ص: 486 ] كما سلم على الأحياء، فقال: nindex.php?page=hadith&LINKID=674741 (السلام عليكم دار قوم مؤمنين) ويتأكد تقديم لفظ السلام إذا تنزلنا على أن اسم السلام من أسماء الله تعالى، فإن أسماءه تعالى أحق بالتقديم.
وأما الراد: فالواجب عليه أن يرد ما سمعه، والمندوب أن يزيد إن بقى له المبتدئ ما يزيد، فلو انتهى المبتدئ بالسلام إلى غايته; التي هي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته; لم يزد الراد على ذلك شيئا; لأن السلام انتهى إلى البركة، كما قال nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس وقد أنكر nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر على من زاد على ذلك شيئا، وهذا كله مستفاد من قوله تعالى: وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا أي: يحاسب على الأقوال كما يحاسب على الأفعال.