[ ص: 526 ] (20) ومن باب جواز إنشاد الشعر وكراهية الإكثار منه
قوله: ( عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: ردفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) هكذا صواب هذا السند وصحيح روايته، وقد وقع لبعض رواة كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : عن عمرو بن الشريد ، عن الشريد، عن أبيه، وهو وهم; لأن الشريد هو الذي أردفه النبي - صلى الله عليه وسلم - خلفه، واستنشده شعر أمية بن أبي الصلت ، لا أبو الشريد ، واسم أبي الشريد: سويد .
و(قوله: هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء ؟) دليل على جواز حفظ الأشعار ، والاعتناء بها، وإنما المكروه أن يغلب الاشتغال بها على الإنسان، ويكثر منها كثرة تصده عن أهم منها، أو تفضي به إلى تعاطي أحوال مجان الشعراء وسخفائهم، فإن الغالب من أحوال من انصرف إلى الشعر بكليته، وأكثر منه أن يكون كذلك، واستقراء الوجود يحققه.
وأما حفظ فصيح الشعر وجيده المتضمن للحكم والمعاني المستحسنة شرعا وطبعا: فجائز، بل ربما يلحق ما كان منه حكما بالمندوب إليه. وعلى الجملة: فلا أحسن مما قاله الإمام القرشي الصريح: الشعر كلام حسنه حسن، وقبيحه قبيح.