و (قوله : " إن حوضي أبعد من أيلة إلى عدن ") يريد طوله وعرضه ، وقد جاء في الحديث الآخر : " زواياه سواء " . وسيأتي الكلام على الحوض إن شاء الله تعالى .
[ ص: 506 ] و (قوله : " إني لأصد الناس ") أي : لأمنع وأطرد الناس ; بمعنى : أنه يأمر بذلك ، والمطرودون هنا الذين لا سيماء لهم من غير هذه الأمة . ويحتمل أن يكون هذا الصد هو الذود الذي قال فيه في الحديث الآخر : " nindex.php?page=hadith&LINKID=661264إني لأذود الناس عن حوضي بعصاي لأهل اليمن " مبالغة في إكرامهم ، يعني به السباق للإسلام من أهل اليمن ، والله أعلم .
و (قوله : " كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه ") وفي أخرى : " الإبل الغريبة " ، وهذا كقوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=688497كما يذاد البعير الضال " ، ووجه التشبيه : أن أصحاب الإبل إذا وردوا المياه بإبلهم ازدحمت الإبل عند الورود ، فيكون فيها الضال والغريب ، وكل واحد من أصحاب الإبل يدفعه عن إبله ، حتى تشرب إبله ، فيكثر ضاربوه ودافعوه حتى لقد صار هذا مثلا شائعا . قال الحجاج لأهل العراق : " لأحزمنكم حزم السلمة ، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل " .