رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم (2249) (14 و 15).
و(قوله: nindex.php?page=hadith&LINKID=688695ولا يقل أحدكم: ربي، وليقل: سيدي ومولاي ) هذا اللفظ متفق عليه عند أكثر الرواة. وفي الأم من رواية nindex.php?page=showalam&ids=13708أبي سعيد الأشج ، وأبي معاوية عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش مرفوعا: nindex.php?page=hadith&LINKID=887896 (ولا يقل العبد لسيده: مولاي) وانفرد أبو معاوية فزاد: [ ص: 554 ] (وإن الله مولاكم) وقد رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش nindex.php?page=showalam&ids=97جرير ، ولم يذكر ذلك. وقد روي من طرق متعددة مشهورة، وليس ذلك مذكورا فيها، بل اللفظ الأول; فظهر بهذا أن اللفظ الأول أرجح.
وإنما صرنا للترجيح للتعارض بين الحديثين، فإن الأول يقتضي إباحة قول العبد: مولاي. والثاني يقتضي منعه من ذلك، والجمع متعذر، والعلم بالتاريخ مفقود، فلم يبق إلا الترجيح; كما ذكرناه، والله تعالى أعلم.
وأمره - صلى الله عليه وسلم - بأن يقول: غلامي، وفتاي، وفتاتي، وجاريتي: إنما كان لأن هذه الألفاظ تنطلق على الحر والعبد، وليس فيها من معنى الملك، ولا من التعاظم شيء مما في: عبدي، وأمتي. وأصل الفتوة: الشباب، وهو من الفتاء - بالمد - ثم قد استعمل الفتى فيمن كملت فضائله ومكارمه، كما قالوا: لا فتى إلا علي. ومن هذا أخذ الصوفية الفتوة المتعارفة بينهم. وأصل الغلومية في بني آدم، وهي للصغير، فينطلق على الصغير اسم غلام من حين يولد إلى أن يبلغ، فينقطع عنه ذلك الاسم، وكذلك الجارية في النساء.
تنبيه: إذا أطلق (رب) على غير الله تعالى فإنما يطلق مضافا، فيقال: رب الدار، ورب الفرس، ولا يطلق وفيه الألف واللام إلا إذا أريد به الله تعالى، قاله الجوهري وغيره.
و(قوله: ولا يقل العبد: ربي، وليقل: سيدي ) إنما فرق بينهما: لأن الرب من أسماء الله تعالى المستعملة بالاتفاق، واختلف في السيد هل هو من أسماء الله تعالى أم لا؟ فإذا قلنا: ليس من أسمائه فالفرق واضح; إذ لا التباس ولا إشكال يلزم من إطلاقه، كما يلزم من إطلاق الرب. وإذا قلنا: إنه من أسمائه; فليس في الشهرة والاستعمال كلفظ: الرب; فيحصل الفرق بذلك. وأما من حيث اللغة: فالرب مأخوذ مما ذكرناه، والسيد من السؤدد، وهو التقدم. يقال: ساد قومه: إذا تقدمهم، ولا شك في تقدم السيد على غلامه، فلما حصل الافتراق جاز [ ص: 555 ] الإطلاق، ويجري مجرى ما ذكر قوله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=31908 (لا يقل أحدكم: خبثت نفسي، وليقل: لقست) قال أبو عبيد : معنى لقست وخبثت واحد، لكن كره لفظ الخبث، وشناعة اللفظ، وعلمهم الأدب في المنطق. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : لقست نفسي; أي: غثت. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : ضاقت. ولا يعترض هذا بقوله - صلى الله عليه وسلم -: nindex.php?page=hadith&LINKID=651074 (فأصبح خبيث النفس كسلان) لأن محل النهي أن يضيف المتكلم الخبث إلى نفسه، لا أن يتكلم بالخبث مطلقا، فإذا أخبر به عن غير معين جاز، ولا سيما في معرض التحذير والذم للكسل والتثاقل عن الطاعات، كما قد جاء في هذا الحديث.
قلت: ومقصود الشرع الإرشاد إلى تعرف مواقع الألفاظ، واستعمال الأولى منها والأحسن ما أمكن من غير إيجاب ذلك، واجتناب المشترك من الألفاظ، وما يستكره منها، وما لا تواضع فيه، كعبدي وأمتي، من غير تحريم ذلك، ولا تحريجه. والله تعالى أعلم.