[ ص: 634 ] وقوله: " تلك الكلمة يخطفها الجني فيقذفها في أذن وليه " أي يرميها في أذنه ويسمعه إياها، وفي الرواية الأخرى " فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة " أي يضعها في أذنه، يقال: قررت الخبر في أذنه أقره قرا. ويصح أن يقال: ألقاها في أذنه بصوت. يقال: قر الطائر صوت.
قال: والمعنى أن الجني يقذف الكلمة إلى وليه الكاهن فيتسامع بها الشياطين كما تؤذن الدجاجة بصوت صواحباتها فتتجاوب.
قلت: والأشبه بمساق الحديث أن يكون معناه أن الجني يلقي إلى وليه تلك الكلمات بصوت خفي متراجع يزمزمه ويرجعه له كما يلقيه الكهان للناس، فإنهم تسمع لهم زمزمة وإسجاع وترجيع على ما علم من حالهم بالمشاهدة والنقل.
ولم يختلف أحد من رواة nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أن الرواية في هذا اللفظ " قر الدجاجة " يعني به الطائر المعروف، واختلف فيه عن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ; فقال بعض رواته "كقر الزجاجة" بالزاي، قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : هو مما صحفوا فيه، والصواب: الدجاجة [ ص: 635 ] - بالدال. وقيل: الصواب الزجاجة; بدليل ما قد رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " فيقرها في أذنه كما تقر القارورة" وهي بمعنى الزجاجة; أي: كما يسمع صوت الزجاجة إذا حكت على شيء أو إذا ألقي فيها ماء أو شيء.