إنما كان موت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أمته رحمة لأمته؛ لأن الموجب لبقائهم بعده إيمانهم به، واتباعهم لشريعته، ثم إنهم يصابون بموته، فتعظم أجورهم بذلك، إذ لا مصيبة أعظم من فقد الأنبياء، فلا أجر أعظم من أجر من أصيب بذلك، ثم يحصل لهم أجر التمسك بشريعته بعده، فتتضاعف الأجور، فتعظم الرحمة، ولهذا [ ص: 89 ] قال صلى الله عليه وسلم: " حياتي لكم رحمة، ومماتي لكم رحمة "، وأما إذا أهلكها قبله فذلك لا يكون إلا لأنهم لم يؤمنوا به، وخالفوه، وعصوا أمره، فإذا استمروا على ذلك من عصيانهم، وتمردهم أبغضهم نبيهم، فربما دعا عليهم فأجاب الله دعوته فأهلكهم، فأقر عينه فيهم، كما فعل بقوم نوح وغيره من الأنبياء، وقد تقدم القول في الفرط، وأنه المتقدم.
قلت: وحديث nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى : هو من الأربعة عشر حديثا المنقطعة. الواقعة في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ؛ لأنه قال في أول سنده: حدثت عن أبي أسامة ، وممن روى عنه: nindex.php?page=showalam&ids=14038إبراهيم بن سعيد الجوهري . قال: حدثنا أبو أسامة ، ثم ذكر السند متصلا إلى nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى - رضي الله عنه -.