[ ص: 111 ] و (قوله: " وكان ظئره قينا ") الظئر: أصله اسم للمرضعة. ثم قد يقال على زوجها صاحب اللبن ذلك. قال nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل : ويقال للمذكر والمؤنث. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم : الظئر من الناس والإبل: إذا عطفت على ولد غيرها، والجمع: ظؤار. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : لم يأت فعال بضم الفاء جمعا إلا تؤام جمع توأم، وظؤار جمع ظئر، وعراق جمع عرق، ورخال جمع رخل، وفرار جمع فرير: وهو ولد الظبية. وغنم رباب: جمع شاة رباء. قال ابن ولاد : وهي حديثة عهد بنتاج. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : تجمع الظئر: ظؤارا، أظؤرا، ولا يقال: ظؤرة. وحكى أبو زيد في جمعه: ظؤرة. قال nindex.php?page=showalam&ids=12002الهروي : ولا يجمع على فعلة إلا أربعة أحرف: ظئر، وظؤرة، وصاحب، وصحبة، وفاره وفرهة، ورائق وروقة. وفي الصحاح: الظئر - مهموز - والجمع ظؤار على فعال بالضم. وظؤور وأظآر.
و " القين ": الحداد. و " القين ": العبد. و " القينة ": الأمة، مغنية كانت أو غير مغنية. وقد غلط من ظنها: المغنية فقط. والجمع: القيان. قال زهير:
رد القيان جمال الحي فاحتملوا إلى الظهيرة أمر بينهم لبك
قلت: وأصل هذه اللفظة من: اقتان النبت اقتنانا، أي: حسن، واقتانت الروضة: أخذت زخرفها، ومنه قيل للماشطة: قينة، ومقينة، لأنها تزين النساء، شبهت بالأمة، لأنها تصلح البيت وتزينه.
و (قوله: " إن إبراهيم ابني قد مات في الثدي ") أي: في حال رضاعه، أي: [ ص: 112 ] لم يكمل مدة رضاعه. قيل: إنه مات وهو ابن ستة عشر شهرا، وهذا القول: أخرجه فرط الشفقة والرحمة والحزن.
و (قوله: " إن له لظئرين يكملان رضاعه في الجنة ") هذا يدل على أن حكمه حكم الشهيد، فإن الله تعالى قد أجرى عليه رزقه بعد موته، كما قد أجرى ذلك على الشهيد، حيث قال: بل أحياء عند ربهم يرزقون [آل عمران: 169] وعلى هذا: فمن مات من صغار المسلمين بوجه من تلك الوجوه السبعة التي ذكرنا أنها أسباب الشهادة كان شهيدا، ويلحق بالشهداء الكبار بفضل الله ورحمته إياهم، وإن لم يبلغوا أسنانهم، ولم يكلفوا تكليفهم، فمن قتل من الصغار في الحرب كان حكمه: حكم الكبير فلا يغسل، ولا يصلى عليه، ويدفن بثيابه كما يفعل بالكبير. وموافقة النبي صلى الله عليه وسلم لمن يطلب منه غمس يده في الماء، وللجارية التي كلمته: دليل [ ص: 113 ] على كمال حسن خلقه وتواضعه، وإسعاف منه لمن طلب منه ما يجوز طلبه، وإن شق ذلك عليه، ويحصل لهم أجر على نياتهم، وبركة في أطعماتهم، وقضاء حاجاتهم، وقد كانت الأمة تأخذ بيده فتنطلق به حيث شاءت من المدينة ، وهذا كمال لا يعرفه إلا الذي خصه به.