و (قوله: " كان أبيض مليحا مقصدا ") أبيض: يعني في صفاء، كما جاء أنه كان أزهر، وكما قال: " ليس بالأبيض الأمهق ". والملاحة: أصلها في العينين كما تقدم. والمقصد: القصد في جسمه وطوله، يعني: أنه لم يكن ضئيل الجسم، ولا ضخمه، ولا طويلا ذاهبا، ولا قصيرا مترددا، كان وسطا فيهما.
و (قوله: " كان شعره رجلا ") أي: ليس بالجعد، ولا بالسبط. الرواية في رجلا، بفتح الراء وكسر الجيم، وهي المشهورة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : يقال: شعر رجل: بفتح الراء وكسر الجيم، ورجل: بفتح الجيم، ورجل: بسكونها، ثلاث لغات، إذ كان بين السبوطة، والجعودة، قال غيره: شعر مرجل، أي: مسرح. وكان شعره صلى الله عليه وسلم بأصل خلقته مسرحا.
وقد اعتذر أصحاب القول الأول عن حديث أبي رمثة nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر بأن ذلك لم يكن خضابا بالحناء، وإنما كان تغييرا بالطيب، ولذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما: كان يصبغ بالصفرة، ولم يقل: بالحناء، وهذه الصفرة هي التي قال عنها أبو رمثة : ردع من حناء؛ لأنه شبهها بها، وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة فيحتمل أن يكون ذلك فعل بشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده بطيب أو غيره احتراما وإكراما. والله أعلم.
والشمطات: جمع شمطة، ويعني بها: الشعرات البيض المخالطة للشعر الأسود. قال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : إذا رأى الرجل البياض، فهو أشمط. وقد شمط. والكتم - بالتحريك -: نبت يخلط بالوسمة، يختضب به. قاله في الصحاح. والبحت - بالموحدة والحاء المهملة -: هو الخالص من الشيء، المنفرد عن غيره. وقال أبو حنيفة اللغوي : الوسمة: الحظر، والعظلم، والثبلج، والتنومة، وكله يصبغ به. والحناء ممدودة. قال أبو علي : جمع حناءة. والكتم - مخفف التاء -: هو المعروف. وأبو عبيد يقولها بالتشديد. ونبذ: الرواية فيه بفتح النون وسكون الباء، أي: شيء قليل متبدد. وبعض الناس يقوله: نبذ - بضم النون وفتح الباء -: جمع نبذة، كغرفة وغرف، وظلمة وظلم. وهذا لا يستقيم هنا؛ لأنه كان يلزم منه أن [ ص: 133 ] يكون سببه نبذا مجتمعة في أنفسها، متفرقة في مواضع عديدة، ويلزم عليه أن يكون سببه كثيرا، فيكون هذا مخالفا لما قاله nindex.php?page=showalam&ids=9أنس في الأحاديث الأخر.
و ( قول nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه: " ما شانه الله ببيضاء ") أي: لم يكن شيبه كثيرا بينا حتى تزول عنه بهجة الشباب، ورونقه، ويلحق بالشيوخ، الذين يكون الشيب لهم عيبا، فإنه يدل على ضعفهم، ومفارقة قوة الشباب ونشاطه. ويحتمل أن يريد: أن ما ظهر عليه من الشيب اليسير زاده ذلك في عين الناظر إليه أبهة، وتوقيرا، وتعظيما.
و " الشين ": العيب. و " أبري النبل ": أنحته، و " أريشه ": أجعل فيها الريش، ويعني: أنه قد كان كبر، وقوي، وعرف. وهذا حال المراهق.