و (قوله: " إلا إني أبرأ إلى كل خليل من خلته ") الرواية المعروفة: بكسر الخاء من خلة. قال القاضي : والصواب - إن شاء الله - فتحها، والخلة، والخل، والمخاللة، والمخالة، والخلالة، والخلولة: الإخاء والصداقة.
قلت: يعني: أن خلة في الأصل: هي مصدر، ومصادر هذا الباب: هي التي ذكروها، وليس فيها ما يقال: بكسر الخاء، فتعين الفتح فيها، ومعنى هذا الكلام: قد جاء بلفظ آخر يفسره فقال: " إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل ".. وهذا واضح.
و (قوله: " وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا ") في غير كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : " كما اتخذ إبراهيم خليلا ") وهذا يدل على أن الله تعالى بلغ درجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الخلة بإبراهيم عليه السلام غير أنه مكنه فيها ما لم يمكن إبراهيم فيها، بدليل قول إبراهيم : " إنما كنت خليلا من وراء وراء " كما تقدم في الإيمان.
و (قوله: " لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ") الخوخة - بفتح الخاء المعجمة -: باب صغير بين مسكنين، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد فتحوا بين مساكنهم وبين المسجد خوخات اغتناما لملازمة المسجد، وللكون فيه مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ كان فيه غالبا، إلا أنه لما كان ذلك يؤدي إلى اتخاذ المسجد طريقا، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بسد كل خوخة كانت هنالك، واستثنى خوخة nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر رضي الله [ ص: 244 ] عنه إكراما له، وخصوصية به، لأنهما كانا لا يفترقان غالبا، وقد استدل بهذا الحديث على صحة إمامته، واستخلافه للصلاة، وعلى خلافته بعده.