(قول nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى : " إن بني إسرائيل كانوا إذا أصاب جلد أحدهم بول قرضه ") يعني الجلود التي كانوا يلبسونها ، وقد سمعت بعض أشياخي من يحمل هذا على ظاهره ، ويقول : إن هذا كان من الإصر الذي حملوه ، والله تعالى أعلم .
وقرضه : قطعه . والسباطة : المزبلة . وقول nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة : " فانتبذت منه " أي : صرت منه بعيدا .
وذهب الجمهور إلى جواز ذلك ; إذا أمن مما يؤدي إليه : من تطاير البول ، وانكشاف العورة ; مستدلين بحديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة هذا ، منفصلين عن حديث nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، فإن في إسناده nindex.php?page=showalam&ids=11808عبد الكريم بن أبي المخارق ، وهو ضعيف ، وعلى تقدير تسليم صحته فكأن ذلك لما يؤدي إليه من التطاير [ ص: 526 ] والانكشاف ، وعن حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : فإنها أخبرت عما أدركته من النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولا شك في أن بوله قاعدا كان أكثر أحواله ، ولا يلزم من قولها تكذيب nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة ; إذ هو العالم العلم المرجوع إليه في قبول الأحاديث بإجماع الصحابة . وقد انفصل المانعون عن حديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة : باحتمال أن يكون فعله لجرح بمأبضيه ، أو لنجاسة السباطة ، فلم يمكنه القعود فيها ، أو لأنه كان بين الناس ولم يمكنه التباعد ; لأن البول حفزه ؟ فبال قائما ; لئلا يخرج منه حدث ، كما قد جاء عنه أنه قال للذي كان معه : " تنح عني ، فإن كل بائلة تفيخ " .
والجواب : أن هذه الأوجه وإن كانت محتملة ، إلا أن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة كان شاهدا لحالته كلها ، واستدل بهذا الفعل على جواز البول قائما ، وعلى ترك التعمق في التحرز من النجاسة ، فلو كان هناك شك من تلك الاحتمالات لما استدل به ، ولنقل ذلك المعنى ، والله أعلم .
وكون النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتوار على خلاف عادته ; لأن البول حفزه ، والله أعلم . ومع ذلك فارتاد لبوله السباطة خلف الحائط ، ويقال : إنه استقبل الجدار ، واستتر من المارين خلفه بحذيفة ، ولذلك دعاه فقام عند عقبه حتى فرغ ، والله تعالى أعلم .