و ( قول nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية nindex.php?page=showalam&ids=37لسعد بن أبي وقاص : " ما منعك أن تسب nindex.php?page=showalam&ids=8أبا تراب ") يدل: على أن مقدم بني أمية كانوا يسبون nindex.php?page=showalam&ids=8عليا وينتقصونه، وذلك كان منهم لما وقر في أنفسهم من أنه أعان على قتل nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، وأنه أسلمه لمن قتله، بناء منهم على أنه كان بالمدينة ، وأنه كان متمكنا من نصرته. وكل ذلك ظن كذب، وتأويل باطل غطى التعصب منه وجه الصواب. وقد قدمنا: أن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا رضي الله عنه أقسم بالله: أنه ما قتله، ولا مالأ على قتله، ولا رضيه. ولم يقل أحد من النقلة قط، ولا سمع من أحد: أن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا كان مع القتلة، ولا أنه دخل معهم الدار عليه. وأما ترك نصرته، فعثمان رضي الله عنه أسلم نفسه، ومنع من نصرته، كما ذكرناه في بابه. ومما تشبثوا به: أنهم نسبوا nindex.php?page=showalam&ids=8عليا إلى ترك أخذ القصاص من قتلة nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، وإلى أنه منعهم منهم، وأنه قام دونهم. وكل ذلك أقوال كاذبة أنتجت ظنونا غير صائبة، ترتب عليها ذلك البلاء كما سبق به القضاء.
و ( قوله: " في بعض مغازيه ") قد قلنا: إنها كانت غزوة تبوك خلفه النبي صلى الله عليه وسلم في أهله، واستخلفه على المدينة ، فيما قيل. ولما صعب على nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه تخلفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشق عليه، سكنه النبي صلى الله عليه وسلم وآنسه بقوله: " أما ترضى أن [ ص: 273 ] تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ " وذلك: أن موسى عليه السلام لما عزم على الذهاب لما وعده الله به من المناجاة قال لهارون : اخلفني في قومي وأصلح [الأعراف: 142].
وقد استدل بهذا الحديث الروافض ، والإمامية ، وسائر فرق الشيعة : على أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف nindex.php?page=showalam&ids=8عليا رضي الله عنه على جميع الأمة. فأما الروافض فقد كفروا الصحابة كلهم؛ لأنهم عندهم تركوا العمل بالحق الذي هو النص على استخلاف nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه واستخلفوا غيره بالاجتهاد. ومنهم من كفر nindex.php?page=showalam&ids=8عليا رضي الله عنه لأنه لم يطلب حقه. وهؤلاء لا يشك في كفرهم؛ لأن من كفر الأمة كلها والصدر الأول، فقد أبطل نقل الشريعة، وهدم الإسلام. وأما غيرهم من الفرق فلم يرتكب أحد منهم هذه المقالة الشنعاء القبيحة القصعاء، ومن ارتكبها منهم ألحقناه بمن تقدم في التكفير ومأواه جهنم وبئس المصير، وعلى الجملة فلا حجة لأحد منهم في هذا الحديث، فإن النبي صلى الله عليه وسلم إنما استنابه في أمر خاص وفي وقت خاص، كما استناب موسى هارون - عليهما السلام - في وقت خاص، فلما رجع موسى عليه السلام من مناجاته، عاد هارون إلى أول حالاته، على أنه قد كان هارون شرك مع موسى في أصل الرسالة، فلا تكون لهم فيما راموه دلالة. وغاية هذا الحديث أن يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما استخلف nindex.php?page=showalam&ids=8عليا رضي الله عنه على المدينة فقط، فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك قعد مقعده، وعاد nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه إلى ما كان عليه قبل. وهذا كما استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم وغيره، ولا يلزم من ذلك استخلافه دائما بالاتفاق.
[ ص: 274 ] و (قوله: " غير أنه لا نبي بعدي ") إنما قاله النبي صلى الله عليه وسلم تحذيرا مما وقعت فيه طائفة من غلاة الرافضة ، فإنهم قالوا: إن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا نبي يوحى إليه. وقد تناهى بعضهم في الغلو إلى أن صار في nindex.php?page=showalam&ids=8علي إلى ما صارت إليه النصارى في المسيح ، فقالوا: إنه الإله. وقد حرق nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه من قال ذلك، فافتتن بذلك جماعة منهم، وزادهم ضلالا، وقالوا: الآن تحققنا: أنه الله؛ لأنه لا يعذب بالنار إلا الله. وهذه كلها أقوال عوام، جهال، سخفاء العقول، لا يبالي أحدهم بما يقول، فلا ينفع معهم البرهان، لكن السيف والسنان.