و (قولها: " فلما كان يوم توفي، قبضه الله بين سحري ونحري ") الرواية [ ص: 328 ] الصحيحة: سحري بسين مفتوحة غير معجمة، والسحر: الرئة، والنحر: أعلى الصدر. وأرادت أنه صلى الله عليه وسلم توفي وهو مستند إلى موضع سحرها، وهو الصدر، كما جاء في الرواية الأخرى: وهو مستند إلى صدرها. وحكي عن عمارة بن عقيل بن بلال أنه قال: إنما هو شجري - بالشين المعجمة والجيم - وشبك بين أصابعه، وأومأ إلى أنها ضمته إلى صدرها مشبكة يديها عليه. وقد تقدم القول في الرفيق، وأن الأولى فيه: أنه الذي دل عليه قوله تعالى: فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا [النساء: 69] وتخيير الله للأنبياء عند الموت مبالغة في إكرامهم، وفي ترفيع مراتبهم عند الله تعالى، وليستخرج منهم شدة شوقهم، ومحبتهم له تعالى، ولما عنده. وقد تقدم من هذا شيء في باب ذكر موسى عليه السلام.