واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، واسم أبيها : حذيفة ، يعرف بزاد الراكب ، وكان أحد أجواد العرب المشهورين بالكرم ، وكانت قبل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تحت nindex.php?page=showalam&ids=233أبي سلمة بن عبد الأسد ، وأسلمت هي وزوجها ، وكان أول من هاجر إلى أرض الحبشة ، ويقال : إن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة أول ظعينة قدمت المدينة مهاجرة . قال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر : تزوج بها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد سنتين من الهجرة ، بعد وقعة بدر ، وعقد عليها في شوال ، وابتنى بها في شوال . قال أبو محمد عبد الله بن علي الرشاطي : [ هذا وهم شنيع ] ، وذلك : أن زوجها أبا سلمة شهد أحدا ، وكانت أحد في شوال سنة ثلاث ، فجرح فيها جرحا اندمل ، ثم انتقض به فتوفي منه لثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة أربع ، وانقضت عدة nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة منه في شوال سنة أربع ، وبنى بها عند انقضائها . قال : وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر هذا في صدر الكتاب ، وجاء به على الصواب . وتوفيت nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة في أول خلافة nindex.php?page=showalam&ids=17374يزيد بن معاوية سنة ستين . وقيل : توفيت في شهر رمضان ، أو شوال سنة تسع وخمسين ، وصلى عليها nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ، وقيل : nindex.php?page=showalam&ids=85سعيد بن زيد ، ودفنت بالبقيع .
وأما زينب : فهي ابنة جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن [ ص: 358 ] غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة ، وهي التي كانت تسامي nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة في المنزلة عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد أثنت عليها nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بأوصافها الحسنة المذكورة في باب nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، وكانت تفخر على أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتقول لهن : أنكحكن أولياؤكن ، وإن الله أنكحني بنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من فوق سبع سماوات ، تعني بذلك قوله تعالى : زوجناكها [الأحزاب: 37].
توفيت سنة عشرين في خلافة nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ـ رضي الله عنه ـ ، وفي هذا العام استفتحت مصر . وقيل : توفيت سنة إحدى وعشرين ، وفيها فتحت الإسكندرية ، وكانت زينب هذه أول أزواجه اللائي توفي عنهن لحاقا به ، وكان للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ زوجة أخرى تسمى زينب بنت خزيمة الهلالية ، وتدعى أم المساكين لحنوها عليهم ، وهي من بني عامر ، تزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنة ثلاث ، ولم تلبث عنده إلا يسيرا ، شهرين أو ثلاثة ، وتوفيت في حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت قبله تحت عبد الله بن جحش ، قتل عنها يوم أحد .
و (قول nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان : " لا تكونن إن استطعت أول من تدخل السوق ، ولا آخر من يخرج منها ، فإنها معركة الشيطان ") . كذا روى nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم هذا الحديث موقوفا على nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان من قوله . وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=13863أبو بكر البزار مرفوعا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من طريق صحيح ، وهو الذي يليق بمساق الخبر ، لأن معناه ليس مما يدرك بالرأي والقياس ، وإنما يدرك بالوحي ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13855الإمام أبو بكر البرقاني في كتابه مسندا عن أبي محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ من رواية عاصم بن أبي عثمان النهدي عن nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان . قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " لا تكن أول من يدخل السوق ، ولا آخر من يخرج منها ، فإنها معركة الشيطان ، فيها باض الشيطان وفرخ " . والمعركة : موضع القتال ، سمي بذلك لتعارك الأبطال فيه ، ومصارعة بعضهم بعضا ، فشبه [ ص: 359 ] السوق ، وفعل الشيطان بأهلها ونيله منهم بما يحملهم عليه من المكر ، والخديعة ، والتساهل في البيوع الفاسدة والكذب ، والأيمان الكاذبة ، واختلاط الأصوات ، وغير ذلك بمعركة الحرب ، وبمن يصرع فيها .
و (قوله : " وبها ينصب رايته ") إعلام بإقامته في الأسواق ، وجمع أعوانه إليه فيها .
ويفيد هذا الحديث : أن الأسواق إذا كانت موطن الشياطين ومواضع لهلاك الناس ، فينبغي للإنسان ألا يدخلها إلا بحكم الضرورة ، ولذلك قال : " لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ، ولا آخر من يخرج منها " ، ولأن من كان أول داخل فيها أو آخر خارج منها كان ممن استحوذ عليه الشيطان ، وصرفه عن أمور دينه ، وجعل همه السوق ، وما يعمل فيها فأهلكه . فحق من ابتلاه الله بالسوق أن يخطر بباله : أنه قد دخل محل الشيطان ، ومحل جنوده ، وأنه إن أقام هنالك هلك ، ومن كانت هذه حاله اقتصر منه على قدر ضرورته ، وتحرز من سوء عاقبته ، وبليته . وقد تقدم القول في تمثل الملائكة والجن في الصور المختلفة ، وأن لهم في أنفسهم صورا خلقهم الله تعالى عليها ، وأن الإيمان بذلك كله واجب ، لما دل عليه من السمع الصادق ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=202دحية بن خليفة رجلا حسن الصورة ، فلذلك تمثل بصورته جبريل ـ عليه السلام ـ وهو nindex.php?page=showalam&ids=202دحية بن خليفة بن فروة الكلبي ، وكان من كبار [ ص: 360 ] الصحابة ، لم يشهد بدرا ، شهد أحدا وما بعدها ، وبقي إلى خلافة nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ، وأرسله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى قيصر في سنة ست من الهجرة فآمن قيصر ، وأبت بطارقته أن تؤمن ، فأخبر دحية بذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : " ثبت ملكه " .