وتسمى أمه : حمامة ، واختلف في كنيته ، فقيل : أبو عبد الله ، وقيل : أبو عبد الكريم ، وقيل : أبو عبد الرحمن ، وقيل : أبو عمرو ، وكان حبشيا . قال nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : كان nindex.php?page=showalam&ids=115بلال لبعض بني جمح مولدا من مولديهم ، وقيل من مولدي مكة ، وقيل : من مولدي السراة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : أول من أظهر الإسلام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر ، nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار ، وأمه سمية ، nindex.php?page=showalam&ids=52وصهيب ، nindex.php?page=showalam&ids=115وبلال ، والمقداد ، فأما رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمنعه الله بعمه ، وأما nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر فمنعه الله بقومه ، وأما سائرهم فأخذهم المشركون ، وألبسوهم أدراع الحديد ، وصهروهم في الشمس ، فما منهم إنسان إلا وأتاهم على ما أرادوه منه إلا nindex.php?page=showalam&ids=115بلالا ، فإنه هانت عليه نفسه في الله تعالى ، وهان على قومه فأعطوه الولدان ، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة ، وهو يقول : " أحد ، أحد " ، وفي رواية : وجعلوا الحبل في عنقه ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب : كان nindex.php?page=showalam&ids=115بلال شحيحا على دينه ، وكان يعذب على دينه ، فإذا أراد المشركون أن يقاربهم قال : الله ، الله . فاشتراه nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر بخمس أواق ، وقيل : بسبع . وقيل : بتسع ، فأعتقه ، فكان يؤذن لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فلما مات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أراد أن يروح إلى الشام ، فقال له nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ : بل تكون عندي ، فقال : إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني ، وإن كنت أعتقتني لله فذرني أذهب إليه ، فقال : اذهب ، فذهب إلى الشام ، فكان بها حتى مات ـ رضي الله عنه ـ .
قلت : وظاهر هذا : أنه لم يؤذن لأبي بكر ، وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عن حسين بن علي ، عن شيخ يقال له : الحفصي ، عن أبيه ، عن جده قال : أذن nindex.php?page=showalam&ids=115بلال حياة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ثم أذن لأبي بكر حياته ، ولم يؤذن في زمان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، فقال له [ ص: 368 ] nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : ما منعك أن تؤذن ؟ قال : إني أذنت لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى قبض ، وأذنت لأبي بكر ـ رضي الله عنه ـ حتى قبض ، لأنه كان ولي نعمتي ، وقد سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : " يا nindex.php?page=showalam&ids=115بلال ليس عمل أفضل من الجهاد في سبيل الله " . فخرج فجاهد . ويقال : إنه أذن nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر ـ رضي الله عنه ـ إذ دخل الشام ، فبكى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، وبكى المسلمون . وكان nindex.php?page=showalam&ids=115بلال خازنا لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر سيدنا ، وأعتق nindex.php?page=showalam&ids=115بلالا سيدنا . وتوفي nindex.php?page=showalam&ids=115بلال بدمشق ، ودفن عند الباب الصغير بمقبرتها سنة عشرين ، وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وقيل : سنة إحدى وعشرين ، وهو ابن سبعين .
[ ص: 369 ] و (قوله : " بم سبقتني إلى الجنة ؟ " لا يفهم من هذا أن nindex.php?page=showalam&ids=115بلالا يدخل الجنة قبل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فإن ذلك ممنوع بما قد علم من أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو السابق إلى الجنة ، وبما قد تقدم أنه أول من يستفتح باب الجنة ، فيقول الخازن : " بك أمرت ، لا أفتح لأحد قبلك ") ، وإنما هذه رؤيا منام أفادت أن nindex.php?page=showalam&ids=115بلالا من أهل الجنة ، وأنه يكون فيها مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن ملازميه ، وهذا كما قال في nindex.php?page=showalam&ids=11088الغميصاء : " سمعت خشخشتك أمامي " ، وقد لا يبعد أن يقال في أسبقية nindex.php?page=showalam&ids=115بلال أنها أسبقية الخادم بين يدي مخدومه ، والله تعالى أعلم .
وفيه ما يدل على أن استدامة بعض النوافل ، وملازمتها في أوقات وأحوال فيه فضل عظيم ، وأجر كبير ، وإن كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يدم عليها ، ولا لازمها ، ولا اشتهر العمل بها عند أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ ، وأن ذلك لا ينكر على من لازمه ما لم يعتقد أن ذلك سنة راتبة له ولغيره ، وهذا هو الذي منعه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك حتى كره اختصاص شيء من الأيام ، أو الأوقات بشيء من العبادات ، من الصوم ، والصلاة ، والأذكار ، والدعوات ، إلا أن يعينه الشارع ، ويدوم عليه ، فأما لو دام الإنسان على شيء من ذلك في خاصة نفسه ، ولم يعتقد شيئا من ذلك ، كما فعله nindex.php?page=showalam&ids=115بلال في ملازمة الركعتين عند كل أذان ، وفي ملازمة الطهارة دائما ، لكان ذلك يفضي بفاعله إلى نعيم مقيم، وثواب عظيم .
و (قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " بهما ") أي : بسبب ثواب فعل ذينك الأمرين وصلت إلى ما رأيت من كونك معي في الجنة .
[ ص: 370 ] و (قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " حدثني بأرجى عمل عملته ") أي : بعمل يكون رجاؤك بثوابه أكثر ، ونفسك به أوثق . وفيه تنبيه على : أن العامل لشيء من القرب ينبغي له أن يأتي بها على أكمل وجوهها ليعظم رجاؤه في قبولها ، وفي فضل الله عليها ، فيحسن ظنه بالله تعالى ، فإن الله تعالى عند ظن عبده به ، ويتضح لك هذا بمثل - ولله المثل الأعلى - أن الإنسان إذا أراد أن يتقرب إلى بعض ملوك الدنيا بهدية أو تحفة ، فإن أتى بها على أكمل وجوهها وأحسن حالاتها ، قوي رجاؤه في قبولها ، وحسن ظنه في إيصاله إلى ثوابها ، لا سيما إذا كان المهدى له موصوفا بالفضل والكرم ، وإن انتقص شيء من ثوابها ضعف رجاؤه للثواب ، وقد يتوقع الرد ، لا سيما إذا علم أن المهدى له غني عنها ، فأما لو أتى بها واضحة النقصان ، لكان ذلك من أوضح الخسران ، إذ قد صار المهدى له كالمستصغر المهان .