هو ابن غافل بن حبيب بن شمخ بن مازن بن مخزوم الهذلي ، يكنى : أبا عبد الرحمن ، وأمه : أم عبد بنت عبد ود الهذلية أيضا ، أسلم قديما وكان سبب إسلامه : أنه كان يرعى غنما لعقبة بن أبي معيط ، فمر به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : " يا غلام ! هل من لبن ؟ " قال : نعم ! ولكني مؤتمن . قال : " فهل من شاة حائل لم ينز عليها الفحل ؟ " فأتيته بشاة شصوص ، فمسح ضرعها ، فنزل اللبن ، فحلب في إناء وشرب وسقى nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر ، ثم قال للضرع : " اقلص " فقلص ، فقلت : يا رسول الله! [ ص: 371 ] علمني من هذا القول . فقال : " رحمك الله ! إنك غليم معلم " فأسلم ، وضمه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليه . فكان يلج عليه ، ويلبسه نعله ، ويمشي أمامه ومعه ، ويستره إذا اغتسل ، ويوقظه إذا نام ، وقال له : " إذنك علي أن يرفع الحجاب ، وأن تسمع سوادي حتى أنهاك " ، وكان يعرف في الصحابة بصاحب السرار ، والسواد ، والسواك ، هاجر هجرتين إلى أرض الحبشة ، ثم من مكة إلى المدينة ، قاله الجوزي . وصلى القبلتين ، وشهد مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مشاهده كلها ، وكان يشبه في هديه وسمته برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وشهد له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالجنة ، وشهد له كبراء أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنه من أعلمهم بكتاب الله قراءة وعلما ، وفضائله كثيرة .
توفي بالمدينة سنة ثنتين وثلاثين ، ودفن بالبقيع ، وصلى عليه nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، وقيل : بل صلى عليه nindex.php?page=showalam&ids=56عمار ، وقيل : بل صلى عليه nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير ليلا بوصيته ، ولم يعلم nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بذلك ، فعاتب nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير على ذلك ، والله أعلم . روى عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثمانمائة حديث ، وثمانية وأربعين حديثا ، أخرج له منها في الصحيحين : مائة وعشرون حديثا .
و (قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " قيل لي : أنت منهم ") الخطاب nindex.php?page=showalam&ids=10لابن مسعود ، أي : أوحي إلي [ ص: 372 ] أنك يا nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، وهذه تزكية عظيمة ، ودرجة رفيعة ، قل من ظفر بمثلها .