وبجيلة من ولد أنمار بن نزار بن معد بن عدنان ، واختلف في بجيلة هل هو أب أو أم نسبت القبيلة إليها ؟ وجرير هذا هو سيد بجيلة ، ويكنى أبا عمرو ، وقال له nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه : " ما زلت سيدا في الجاهلية والإسلام " ، وقال فيه [ ص: 403 ] رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين أقبل وافدا : " يطلع عليكم خير ذي يمن ، كأن على وجهه مسحة ملك " ، فطلع nindex.php?page=showalam&ids=97جرير . وكان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يقول فيه : " nindex.php?page=showalam&ids=97جرير بن عبد الله يوسف هذه الأمة " ، وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=680215إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه " .
أسلم قبل موت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأربعين يوما ، نزل nindex.php?page=showalam&ids=97جرير الكوفة بعد موت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ واتخذ بها دارا ، ثم تحول إلى قرقيسيا ومات بها سنة أربع وخمسين ، وقيل : سنة إحدى وخمسين ، وقيل : مات بالسراة في ولاية nindex.php?page=showalam&ids=190الضحاك بن قيس على الكوفة لمعاوية . روى عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مائة حديث ، أخرج له في الصحيحين خمسة عشر حديثا .
و (قوله : " ما حجبني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ منذ أسلمت ") يعني أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما كان يحتجب منه ، بل بنفس ما يعلم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ باستئذانه ترك كل ما يكون فيه وأذن له مبادرا لذلك مبالغة في إكرامه ، ولا يفهم من هذا أن جريرا كان يدخل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيته من غير إذن ، فإن ذلك لا يصح لحرمة بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولما يقضي ذلك إليه من الاطلاع على ما لا يجوز من عورات البيوت .
و (قوله : " ولا رآني إلا ضحك في وجهي ") ، هذا منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرح به وبشاشة للقائه وإعجاب برؤيته ، فإنه كان من كملة الرجال خلقا وخلقا .
و (قوله : " وكنت لا أثبت على الخيل ") يعني أنه كان يسقط أو يخاف [ ص: 404 ] السقوط من على ظهورها حالة إجرائها ، فدعا له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأكثر مما طلب ؛ بالثبوت مطلقا وبأن يجعله هاديا لغيره ومهديا في نفسه . فكان كل ذلك ، وظهر عليه جميع ما دعا له به ، وأول ذلك أنه نفر في خمسين ومائة فارس لذي الخلصة فحرقها وعمل فيها عملا لا يعمله خمسة آلاف ، وبعثه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لذي الكلاع وذي رعين ، وله المقامات المشهورة .
وذو الخلصة بفتح اللام : بيت بنته خثعم تعظمه وتطوف به وتنحر عنده ، تشبهه ببيت مكة ، وتسميه العرب الكعبة اليمانية والشامية ، وقد كانت العرب فعلت مثل هذا بيوتا كثيرة قد تقدم [ ص: 405 ] ذكرها ، فأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهدمها كلها وتحريقها فكان ذلك ، ومحا الله الباطل ، وأحق الحق بكلماته .