ابن عبد المطلب بن هاشم ، يكنى أبا العباس ، ولد بالشعب وبنو هاشم محصورون فيه قبل خروجهم منه بيسير ، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين . واختلف في سنه يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقيل : عشر سنين ، وقيل : خمس عشرة - رواه nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عنه ، وقيل : كان ابن ثلاث عشرة سنة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : إنه كان في حجة الوداع قد ناهز الاحتلام ، ومات عبد الله بالطائف سنة ثمان وستين في أيام nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير لأنه أخرجه من مكة ، وتوفي nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وهو ابن سبعين سنة ، وقيل : ابن إحدى وسبعين ، وقيل : ابن أربع وسبعين - وصلى عليه nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد ابن الحنفية ، وقال : اليوم مات رباني هذه الأمة ! وضرب على قبره فسطاطا ، ويروى عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد عنه أنه قال : رأيت جبريل عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرتين ، ودعا لي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالحكمة مرتين . وقال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ فيه : نعم ترجمان القرآن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ! وكان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ـ رضي الله عنه ـ يقول : فتى الكهول ، لسان سؤول ، وقلب عقول . وقال nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق : كنت إذا رأيت nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قلت : أجمل الناس ! وإذا تكلم قلت : أفصح الناس ! وإذا تحدث قلت : أعلم الناس ! وكان يسمى البحر لغزارة علمه ، والحبر لاتساع حفظه ونفوذ فهمه ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ـ رضي الله عنه ـ يقربه ويدنيه لجودة فهمه [ ص: 406 ] وحسن تأتيه ، وجملة ما روى عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ألف حديث وستمائة وستون ، أخرج له في الصحيحين مائتا حديث وأربعة وثلاثون حديثا .
و (قوله صلى الله عليه وسلم : " اللهم فقهه ") ، هنا انتهى حديث nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : " اللهم فقهه في الدين " ، وفي رواية قال : ضمني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال : " اللهم علمه الكتاب " ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر : وفي بعض الروايات " nindex.php?page=hadith&LINKID=15020اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " . قال : وفي حديث آخر " اللهم بارك فيه وانشر منه ، واجعله من عبادك الصالحين " ، وفي حديث آخر : " اللهم زده علما وفقها " . قال : وكلها حديث صحيح .
قلت : وقد ظهرت عليه بركات هذه الدعوات فاشتهرت علومه وفضائله ، وعمت خيراته وفواضله ، فارتحل طلاب العلم إليه ، وازدحموا عليه ، ورجعوا عند اختلافهم لقوله ، وعولوا على نظره ورأيه . قال nindex.php?page=showalam&ids=17354يزيد بن الأصم : خرج nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية حاجا معه nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، فكان لمعاوية موكب ولابن عباس موكب ممن يطلب العلم . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار : ما رأيت مجلسا أجمع لكل خير من مجلس nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ؛ الحلال ، والحرام ، والعربية ، والأنساب ، والشعر . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عبد الله : ما رأيت أحدا كان أعلم بالسنة ولا أجل رأيا ولا أثقب نظرا من nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس [ ص: 407 ] رضي الله عنه .
ولقد كان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ـ رضي الله عنه ـ يعده للمعضلات مع اجتهاد nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ونظره للمسلمين ، وكان قد عمي في آخر عمره ، فأنشد في ذلك :
إن يأخذ الله من عيني نورهما ففي لساني وقلبي منهما نور قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل وفي فمي صارم كالسيف مأثور
وروي أن طائرا أبيض خرج من قبره ، فتأولوه علمه خرج إلى الناس ، ويقال : بل دخل قبره طائر أبيض ، فقيل : إنه بصره في التأويل . وقال nindex.php?page=showalam&ids=11862أبو الزبير : مات nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بالطائف ، فجاء طائر أبيض فدخل في نعشه حين حمل ، فما رؤي خارجا منه ! وفضائله أكثر من أن تحصى .
وأما nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما - ويكنى أبا عبد الرحمن - فإنه أسلم صغيرا لم يبلغ الحلم مع أبيه ، وهاجر إلى المدينة قبل أبيه ، وأول مشاهده الخندق ، لم يشهد بدرا ولا أحدا لصغره ؛ فإنه عرض على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزه ، وأجازه يوم الخندق ، وهذا هو الصحيح إن شاء الله تعالى . وشهد الحديبية ، وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل : إنه أول من بايع ، وكان من أهل العلم والورع ، وكان كثير الاتباع لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شديد التحري والاحتياط والتوقي في فتواه ، وكان لا يتخلف عن السرايا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم كان بعد موته ـ صلى الله عليه وسلم ـ مولعا بالحج ، وكان من أعلم الناس بمناسكه ، وكان قد أشكلت عليه حروب nindex.php?page=showalam&ids=8علي لورعه فقعد عنه ، وندم على ذلك حين حضرته الوفاة ، روي عنه من أوجه أنه قال : " ما آسى على شيء فاتني إلا تركي لقتال الفئة الباغية مع nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه " .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : " ما منا أحد إلا مالت له الدنيا ومال إليها ما خلا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر .