أما nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان ، فيكنى : أبا عبد الله ، وكان ينتسب إلى الإسلام ، فيقول : أنا nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان ابن الإسلام ، ويعد من موالي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، لأنه أعانه بما كوتب عليه ، فكان سبب عتقه ، وكان يعرف nindex.php?page=showalam&ids=23بسلمان الخير ، وقد نسبه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أهل بيته ، فقال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=938716nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان منا أهل البيت " . وأصله فارسي من رام هرمز ، من قرية يقال لها : جي . ويقال : بل من أصبهان ، وكان أبوه مجوسيا من قوم مجوس ، فنبهه الله لقبح ما كان عليه أبوه وقومه ، وجعل في قلبه التشوف إلى طلب الحق ، فهرب بنفسه ، وفر من أرضه إلى أن وصل إلى الشام ، فلم يزل يجول في البلدان ، ويختبر الأديان ، ويستكشف الأحبار والرهبان ، إلى أن دل على راهب الوجود ، فوصل إلى المقصود ، وذلك بعد مكابدة عظيم المشقات ، والصبر على مكاره الحالات ، من : الرق ، والإذلال ، والأسر ، والأغلال ، كما هو منقول في إسلامه في كتب السير وغيرها .
[ ص: 463 ] وروى nindex.php?page=showalam&ids=12081أبو عثمان النهدي عن nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان أنه قال : تداوله في ذلك بضعة عشر ربا ، من رب إلى رب حتى أفضى إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
قال غيره : فاشتراه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ للعتق من قوم من اليهود بكذا وكذا درهما ، وعلى أن يغرس لهم كذا وكذا من النخل ، يعمل فيها nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان حتى تدرك ، فغرس رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ النخل كلها بيده ، فأطعمت النخل من عامها .
وأول مشاهده مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الخندق ، ولم يفته بعد ذلك مشهد معه . وقد قيل : إنه شهد بدرا وأحدا ، والأول أعرف . وكان خيرا فاضلا حبرا عالما زاهدا متقشفا . روي عن الحسن أنه قال : كان عطاء nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان خمسة آلاف ، وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به ، ويأكل من عمل يده ، وكانت له عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، وابن نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك قال : كان nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان يعمل الخوص بيده فيعيش منه ، ولا يقبل من أحد شيئا ، قال : ولم يكن له بيت ، إنما كان يستظل بالجدر والشجر ، وإن رجلا قال له : ألا أبني لك بيتا تسكن فيه ؟ فقال : ما لي به حاجة ، فما زال به الرجل حتى قال له : إني أعرف البيت الذي يوافقك ، قال : فصفه لي . فقال : أبني لك بيتا إذا أنت قمت فيه أصاب رأسك سقفه ، وإذا أنت مددت رجليك أصابك الجدار . قال : نعم ، فبني له .
وروي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=654518لو كان الدين في الثريا لناله nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان " . وفي رواية : " رجال من الفرس " . وقالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها : كان لسلمان [ ص: 464 ] مجلس من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينفرد به بالليل حتى كاد يغلبنا على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=666022إن الله أمرني أن أحب أربعة ، وأخبرني أنه يحبهم : nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، nindex.php?page=showalam&ids=1584وأبو ذر ، والمقداد ، وسلمان " . وقال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان صاحب الكتابين ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=8علي : nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان علم العلم الأول والآخر ، بحر لا ينزف ، هو منا أهل البيت . وقال nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه أيضا : nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان الفارسي مثل لقمان الحكيم . وله أخبار حسان ، وفضائل جمة . توفي nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان رضي الله عنه في آخر خلافة nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رضي الله عنه سنة خمس وثلاثين ، وقيل : مات بل سنة ست في أولها ، وقد قيل : توفي في خلافة nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، والأول أكثر . قال nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي : توفي بالمدائن ، وكان من المعمرين ، أدرك وصي عيسى ابن مريم ، وعاش مائتين وخمسين سنة ، وقيل : ثلاثمائة وخمسين سنة . قال أبو الفرج : والأول أصح ، وجملة ما حفظ له عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ستون حديثا ، أخرج له منها في الصحيحين سبعة .
وأما nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب ، فهو ابن سنان بن خالد بن عبد عمرو - من العرب - بن النمر بن ساقط ، كان أبوه عاملا لكسرى على الأبلة ، وكانت منازلهم بأرض الموصل في قرية على شط الفرات ، مما يلي الجزيرة والموصل ، فأغارت الروم على تلك الناحية فسبت nindex.php?page=showalam&ids=52صهيبا ، وهو غلام صغير ، فنشأ nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب بالروم ، فصار ألكن ، فابتاعته منه كلب ، ثم قدمت به مكة ، فاشتراه عبد الله بن جدعان ، فأعتقه ، فأقام بمكة حتى هلك ابن جدعان ، وبعث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأسلم هو nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر في يوم واحد بعد بضعة وثلاثين رجلا ، فلما هاجر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المدينة لحقه nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب ، فقالت له قريش حين خرج يريد الهجرة : أتفجعنا بنفسك ومالك ؟ فدلهم على ماله ، فتركوه ، فلما رآه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال له : " ربح البيع أبا يحيى " . فأنزل الله عز وجل في أمره : [ ص: 465 ] ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله الآية [البقرة: 207].
وروي عنه أنه قال : صحبت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل أن يوحى إليه .
وروي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحب nindex.php?page=showalam&ids=52صهيبا حب الوالدة ولدها .
وقال له nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : ما لك يا nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب تكنى أبا يحيى ، وليس لك ولد ، وتزعم أنك من العرب ، وتطعم الطعام الكثير ، وذلك سرف ؟ فقال : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كناني بأبي يحيى ، وإني من النمر بن قاسط من أنفسهم ، ولكني سبيت صغيرا أعقل أهلي وقومي ، ولو انفلقت عني روثة لانتميت إليها ، وأما إطعام الطعام ؟ فإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=703645خياركم من أطعم الطعام ، ورد السلام " .
توفي nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب بالمدينة سنة ثمان وثلاثين في شوالها ، وقيل : سنة تسع ، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة ، ودفن بالبقيع .
[ ص: 466 ] و (قوله -صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر رضي الله عنه : " لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك " ، يدل على رفعة منازل هؤلاء المذكورين عند الله تعالى ، ويستفاد منه احترام الصالحين ، واتقاء ما يغضبهم ، أو يؤذيهم .