[ ص: 487 ] و (قول عمران : فلا أدري أذكر بعد قرنه مرتين ، أو ثلاثا ) هذا الذي شك فيه nindex.php?page=showalam&ids=40عمران قد حققه nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود بعد قرنه ثلاثا ، وكذلك في حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد في البعوث ، فإنه ذكر أنهم أربعة .
و (قوله : " تبدر شهادة أحدهم يمينه ، ويمينه شهادته ") يعني بذلك : أنه يقل ورع الناس بعد القرن الرابع ، فيقدمون على الأيمان والشهادات من غير توقف ولا تحقيق ، وقال في حديث nindex.php?page=showalam&ids=40عمران : " يشهدون ولا يستشهدون " أي : يسبقون بأداء الشهادة قبل أن يسألوها ، وذلك لهوى لهم فيها ، ومن كان كذلك ردت شهادته ، وقد بينا فيما تقدم مواضع يتعين فيها على الشاهد الأداء وإن لم يسأل ، وذلك بحسب ما تدعو إليه الضرورة الشرعية ، وعليه يحمل قوله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=664590خير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها " . ويحتمل أن يراد بقوله : " ولا يستشهدون " أنهم : يشهدون بالزور فيكون معناه : يشهدون بما لم يستشهدوا به ، ولا شاهدوه ، والأول أولى ، لأنه أصل الكلمة .
و (قول nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي : كانوا ينهوننا ونحن غلمان عن العهد والشهادات ) يعني : من أدرك ، وقد أدرك التابعين ، فكانوا يزجرون الصبيان عن اعتياد إلزام أنفسهم العهود والمواثيق ، لما يلزم الملتزم من الوفاء ، فيحرج أو يأثم بالترك ، وكذلك عن تحمل الشهادات لما يلزم عليه من مشقة الأداء ، وصعوبة التخلص من آفاتها في الدنيا والآخرة ، وكل ذلك من السلف رضي الله عنهم تعليم للصغار ، وتدريب لهم على ما يجتنبونه في حال كبرهم .
و (قوله : " ويخونون ولا يؤتمنون ") يعني : أنهم تشتهر خيانتهم ، فلا يأتمنهم أحد ، وهذا نحو مما تقدم في حديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة في الأمانة .