( قول أبي نوفل : رأيت nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة ) يعني : أنه رآه مصلوبا على خشبة على عقبة المدينة ، صلبه الحجاج - بعد أن قتل في المعركة - منكسا ، وكان من حديثه ما قد تقدم بعضه ، وذلك أنه لما مات nindex.php?page=showalam&ids=17113معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، ولم يول أحدا ، بقي الناس لا خليفة لهم ، ولا إمام مدة قد تقدم ذكرها ، فعند ذلك بايع الناس nindex.php?page=showalam&ids=16414لعبد الله بن الزبير بمكة ، واجتمع على طاعته أهل الحجاز ، وأهل اليمن ، والعراق وخراسان ، وحج بالناس ثماني حجج ، ثم بايع أهل الشام nindex.php?page=showalam&ids=17065لمروان بن الحكم ، واجتمع عليه أهل الشام ، ومصر ، والمغرب ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير أولى بالأمر من مروان وابنه على ما قاله nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك - وهو الحق - لعلم nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير ، وفضله ، وبيته ، فجرت بينهم حروب وخطوب عظيمة ، إلى أن توفي مروان وولي عبد الملك ، واستفحل أمره بالحجاج ، فوجه الحجاج إلى مكة في جيش عظيم ، فحاصر فيها nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير مدة ستة أشهر وسبعة عشر يوما ، ثم دخل عليه ، فقتل يوم الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى . وقيل : جمادى الآخرة ، سنة ثلاث وسبعين ، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة . قال المدائني : [ ص: 503 ] بويع له بالخلافة سنة [ خمس وستين ، وكان قبل ذلك لا يدعى باسم الخلافة ، وقال غيره : بويع له بالخلافة سنة ] أربع وستين ، ثم بقي مصلوبا على خشبة إلى أن رحل nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير إلى nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان ، فرغب إليه أن ينزل من الخشبة فأشفعه ، فأنزل . قال nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة : كنت الآذن لمن بشر أسماء بنزول ابنها nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير من الخشبة ، فدعت بمركن وشب يمان ، وأمرتني بغسله ، فكنا لا نتناول عضوا إلا جاء معنا ، وكنا نغسل العضو ، ونضعه في أكفانه حتى فرغنا منه ، وكانت أمه أسماء تقول قبل ذلك : اللهم لا تمتني حتى تقر عيني بجثته ، فما أتت عليها جمعة حتى ماتت . وفي مدة صلبه مر به nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر فقال : السلام عليك أبا خبيب ، كناه بابن له يسمى خبيبا ، وكنيته الشهيرة أبو بكر .
و ( قول nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا ) أي : عن التعرض لهذا ، وكأنه كان أشار عليه بالصلح ، ونهاه عن قتالهم لما رأى من كثرة عدوه ، وشدة شوكتهم ، ثم إنه شهد بما علم من حاله فقال : أما والله إن كنت ما علمت صواما ، قواما ، وصولا للرحم . وكان يصوم الدهر ، ويواصل الأيام ، ويحيي الليل ، وربما قرأ القرآن كله في ركعة الوتر ، و (إن) التي مع كنت مخففة من الثقيلة ، واسمها محذوف ، تقديره : إنك كنت ، وما مع الفعل بتأويل المصدر .
و (قوله : أما والله لأمة أنت شرها لأمة خير ) يعني بذلك : أنهم إنما قتلوه [ ص: 504 ] وصلبوه ، لأنه شر الأمة في زعمهم ، مع ما كان عليه من الفضل والدين والخير ، فإذا لم يكن في تلك الأمة شر منه ، فالأمة كلها أمة خير ، وهذا الكلام يتضمن الإنكار عليهم فيما فعلوه به .
و (قوله : فبلغ الحجاج موقف عبد الله وقوله ، فأرسل إليه ، فأنزل عن جذعه ) ظاهر هذا : أنه إنما أنزله عن الخشبة لقول عبد الله وموقفه ، وقد نقلنا : أن إنزاله كان عن سؤال nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة لعبد الملك في ذلك ، فيجوز أن يكون اجتمع إذن ( عبد الملك ) ، وموقف عبد الله ، فكان إنزاله عنهما .
و ( نسحبك ) : نجرك . و ( قرونها ) : الثوب الذي تنتطق به المرأة ، أي : تحتزم . و ( يتوذف ) : يمشي متبخترا ، وقيل : مسرعا . و ( المبير ) : المهلك ، وكذلك كان الحجاج ، فإنه روي أنه أحصي من قتله الحجاج صبرا ، فوجدوهم ثلاثين ألفا ، وأما من قتل في الحروب فلم يحصوا .
وأما الكذاب فهو : nindex.php?page=showalam&ids=8494المختار بن أبي عبيد الثقفي ، فإنه ادعى النبوة ، وتبعه على ذلك خلق كثير حتى قتله الله تعالى كما تقدم .
[ ص: 505 ] و (قوله : فقام عنها ، فلم يراجعها ) قد حكي عنه أنه قال : اللهم ! مبير لا كذاب .
و ( إخالك ) : أظنك ، وكسر همزة إخالك لغة فصيحة ، والفتح الأصل والقياس .