و (قوله : " تجدون الناس كإبل مائة ، لا تجد فيها راحلة ") قال الأزهري : الراحلة : الناقة النجيبة والجمل النجيب ، والهاء فيها للمبالغة . كرجل داعية [ ص: 507 ] ونسابة . وسميت بذلك لأنها ترتحل ، فهي فاعلة بمعنى مفعولة كعيشة راضية أي : مرضية . قال : ومعنى الحديث عندي : أن الكامل في الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة قليل .
قلت : ويقع لي أن الذي يناسب التمثيل بالراحلة إنما هو الرجل الكريم ، الجواد ، الذي يتحمل كل الناس وأثقالهم بما يتكلفه من القيام بحقوقهم ، والغرامات عنهم ، وكشف كربهم ، فهذا هو القليل الوجود ، بل : قد يصدق عليه اسم المفقود ، وهذا أشبه القولين ، والله تعالى أعلم .