ذكر nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في هذا الباب النواس بن سمعان ، ونسبه إلى الأنصار ، فقال : الأنصاري ، والمشهور في نسبه أنه كلابي ، إلا أن يكون حليفا للأنصار ، وهو : النواس بن سمعان بن خالد بن عمرو بن قرط بن كلاب ، هكذا نسبه الغلابي nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين .
[ ص: 522 ] قلت : هذا كله حكاية nindex.php?page=showalam&ids=15140أبي عبد الله المازري ، والذي ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر في نسبه أنه قال : النواس بن سمعان بن خالد بن عبد الله بن أبي بكر بن ربيعة الكلابي . وبين النسبين زيادة في الأجداد ، وتغيير في الأسماء ، فتأمله .
و (قوله : أقمت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمدينة سنة ما يمنعني من الهجرة إلا المسألة ) يعني : أنه أقام بالمدينة في صورة العازم على الرجوع إلى الوطن الذي جاء منه ، لا أنه التزم أحكام الهجرة من الاستيطان بها ، والكون فيها ساكنا بها مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . وهذا يدل على أن الهجرة ما كانت واجبة على كل من أسلم ، وقد تقدم الخلاف في ذلك ، وقد بين عذره في كونه لم يلتزم سكنى المدينة ، وهو قوله : ما يمنعني من الهجرة إلا المسألة ، أي : الأسولة التي كان يسأل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنها ، وإنما كان ذلك لأن المهاجرين والقاطنين بالمدينة كانوا يكلفونه المسائل ، لأنهم ما كانوا يسألون رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن شيء ، ولذلك قال : كان أحدنا إذا هاجر لم يسأل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن شيء . وقد تمم هذا المعنى nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك حيث قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=657021نهينا أن نسأل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في القرآن عن شيء ، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل العاقل من أهل البادية فيسأله ونحن نسمع . وقد تقدم القول في ذلك .
و (قوله : فسألته عن البر والإثم ) أي : عما يبر فاعله فيلحق بالأبرار ، وهم المطيعون لله تعالى . وعما يأثم فاعله ، فيلحق بالآثمين ، فأجابه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بجواب جملي أغناه به عن التفصيل ، فقال له : " البر حسن الخلق " يعني : أن حسن الخلق أعظم خصال البر ، كما قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=14046الحج عرفة " ويعني بحسن الخلق : الإنصاف في المعاملة ، والرفق في المجادلة ، والعدل في الأحكام ، والبذل ، والإحسان .
[ ص: 523 ] و (قوله : " والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس ") أي : الشيء الذي يؤثر نفرة وحزازة في القلب . يقال : حاك الشيء في قلبي : إذا رسخ فيه وثبت ، ولا يحيك هذا في قلبي ، أي : لا يثبت فيه ، ولا يستقر . قال شمر : الكلام الحائك : هو الراسخ في القلب ، وإنما أحاله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على هذا الإدراك القلبي ، لما علم من جودة فهمه ، وحسن قريحته ، وتنوير قلبه ، وأنه يدرك ذلك من نفسه . وهذا كما قال في الحديث الآخر : " الإثم حزاز القلوب " يعني به القلوب المنشرحة للإسلام ، المنورة بالعلم الذي قال فيه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : العلم نور يقذفه الله تعالى في القلب ، وهذا الجواب لا يصلح لغليظ الطبع قليل الفهم ، فإذا سأل عن ذلك من قل فهمه فصلت له الأوامر والنواهي الشرعية . وقد قالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - : أمرنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن ننزل الناس منازلهم .