و ( الوصب ) : المرض . يقال [ ص: 545 ] منه : وصب الرجل ، يوصب ، فهو وصيب ، وأوصبه الله ، فهو موصب . و ( النصب ) : التعب والمشقة . يقال منه : نصب الرجل - بالكسر - ينصب - بالفتح - وأنصبه غيره : إذا أتعبه ، فهو منصب ، وهم ناصب) أي : ذو نصب . و ( السقم ) : المرض الشديد . يقال منه : سقم ، يسقم ، فهو سقيم . و ( الهم ) : الحزن ، والجميع : الهموم ، وأهمني الأمر : إذا أقلقني وحزنني ، والمهم : الأمر الشديد ، وهمني المرض : أذابني .
قلت : هذا نقل أهل اللغة ، وقد سووا فيه بين الحزن والهم ، وعلى هذا [ ص: 546 ] فيكون الحزن والهم المذكوران في الحديث مترادفين ، ومقصود الحديث ليس كذلك ، بل مقصوده : التسوية بين الحزن الشديد ، الذي يكون عن فقد محبوب ، والهم الذي يقلق الإنسان ويشتغل به فكره من شيء يخافه أو يكرهه في أن كل واحد منهما يكفر به . كما قد جمع في هذا الحديث نفسه بين الوصب ، وهو المرض ، وبين السقم ، لكن أطلق الوصب على الخفيف منه ، والسقم على الشديد ، ويرتفع الترادف بهذا القدر . ومقصود هذه الأحاديث : أن الأمراض والأحزان - وإن دقت - والمصائب - وإن قلت - أجر المؤمن على جميعها ، وكفرت عنه بذلك خطاياه حتى يمشي على الأرض وليست له خطيئة ، كما جاء في الحديث الآخر ، لكن هذا كله إذا صبر المصاب واحتسب ، وقال ما أمر الله تعالى به في قوله : الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون [البقرة: 156] فمن كان كذلك وصل إلى ما وعد الله به ورسوله من ذلك .