(قوله صلى الله عليه وسلم : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ") تمثيل يفيد الحض على معونة المؤمن للمؤمن ونصرته ، وأن ذلك أمر متأكد لا بد منه ، فإن البناء لا يتم أمره ، ولا تحصل فائدته إلا بأن يكون بعضه يمسك بعضا ويقويه ، فإن لم يكن كذلك انحلت أجزاؤه ، وخرب بناؤه . وكذلك المؤمن لا يستقل بأمور دنياه ودينه إلا بمعونة أخيه ومعاضدته ومناصرته ، فإن لم يكن ذلك عجز عن القيام بكل مصالحه ، وعن مقاومة مضاده ، فحينئذ لا يتم له نظام دنيا ولا دين ، ويلتحق بالهالكين .