زاد في رواية: أن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ركبت بعيرا، فكانت فيه صعوبة، فجعلت تردده، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليك بالرفق ... فإن الرفق ..." على نحو ما تقدم .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد (6 \ 112 و 125)، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم (2594) (78 و 79) ، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود (2478).
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ( 4 \ 366 )، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم (2592) (74 - 75)، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود (4809)، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه (3687) وقد جاء في الأصول : عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بدل عن nindex.php?page=showalam&ids=97جرير.
[ ص: 576 ] و (قوله : " إن الله رفيق يحب الرفق ") قد تقرر في غير موضع : أن العلماء اختلفوا في أسماء الله تعالى ، هل الأصل فيها التوقيف ، فلا يسمى إلا بما سمى به نفسه في كتابه ، أو على لسان رسوله ، أو بجمع الأمة عليه ، أو : الأصل جواز تسميته تعالى بكل اسم حسن ، إلا أن يمنع منه مانع شرعي ؟ الأول لأبي حسن ، والثاني : للقاضي أبي بكر . ومثار الخلاف : هل الألف واللام في قوله تعالى : ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها [الأعراف: 180] للجنس ، أو للعهد ؟ ثم إذا تنزلنا على رأي الشيخ أبي الحسن ، هل نقتبس أسماءه تعالى من أخبار الآحاد ، أو لا ؟ اختلف المتأخرون من الأشعرية في ذلك على قولين ، والصحيح قبول أخبار الآحاد في ذلك ، لأن إطلاق الأسماء على الله تعالى حكم شرعي عملي ، فيكتفى فيه بخبر الواحد والظواهر ، كسائر الأحكام العملية ، فأما معنى الاسم فإن شهد باتصاف الحق به قاطع عقلي ، أو سمعي ، وجب قبوله وعلمه ، وإلا لم يجب . ثم هل يكتفى في كون الكلمة اسما من أسماء الله تعالى بوجودها في كلام الشارع من غير تكرار ولا كثرة ، أم لا بد منهما ؟ فيه رأيان ، وقد سبق القول في ذلك .
والرفيق : هو الكثير الرفق ، وهو اللين ، والتسهيل ، وضده العنف ، والتشديد والتصعيب ، وقد يجيء الرفق بمعنى الإرفاق ، وهو : إعطاء ما يرتفق به ، قال أبو زيد : يقال : رفقت به ، وأرفقته ، بمعنى : نفعته ، وكلاهما صحيح في حق الله تعالى ؛ إذ هو [ ص: 577 ] الميسر والمسهل لأسباب الخير والمنافع كلها ، والمعطي لها ، فلا تيسير إلا بتيسيره ، ولا منفعة إلا بإعطائه وتقديره . وقد يجيء الرفق أيضا بمعنى : التمهل في الأمر والتأني فيه ، يقال منه : رفقت الدابة أرفقها رفقا : إذا شددت عضدها بحبل لتبطئ في مشيها ، وعلى هذا فيكون الرفيق في حق الله تعالى بمعنى : الحليم ؛ فإنه لا يعجل بعقوبة العصاة ، بل يمهل ليتوب من سبقت له السعادة ، ويزداد إثما من سبقت له الشقاوة ، وهذا المعنى أليق بالحديث ؛ فإنه السبب الذي أخرجه . وذلك أن اليهود سلموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : السام عليك ، ففهمتهم nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - فقالت : بل عليكم السام واللعنة . فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث .
و (قوله : " إن الله رفيق يحب الرفق ") أي : يأمر به ، ويحض عليه ، وقد تقدم أن حب الله للطاعة شرعه لها ، وترغيبه فيها ، وحب الله لمن أحبه من عباده : إكرامه له .
و (قوله : " ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف ") ويقال بفتح العين [ ص: 578 ] وضمها ، معناه : إن الله تعالى يعطي عليه في الدنيا من الثناء الجميل ، وفي الآخرة من الثواب الجزيل ما لا يعطي على العنف الجائز .
وبيان هذا بأن يكون أمر ما من الأمور سوغ الشرع أن يتوصل إليه بالرفق وبالعنف ، فسلوك طريق الرفق أولى لما يحصل عليه من الثناء على فاعله بحسن الخلق ، ولما يترتب عليه من حسن الأعمال ، وكمال منفعتها ، ولهذا أشار صلى الله عليه وسلم بقوله : " ما كان الرفق في شيء إلا زانه " . وضده الخرق والاستعجال ، وهو مفسد للأعمال ، وموجب لسوء الأحدوثة ، وهو المعبر عنه بقوله : " ولا نزع من شيء إلا شانه " . أي : عابه ، وكان له شينا . وأما الخرق والعنف : فمفوتان مصالح الدنيا ، وقد يفضيان إلى تفويت ثواب الآخرة ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=661702من يحرم الرفق يحرم الخير " . أي : يفضي ذلك به إلى أن يحرم خير الدنيا والآخرة .