و (قوله : " لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا ") صديق : فعيل : وهو الكثير الصدق والتصديق ، كما قد تقرر في صفة nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر - رضي الله عنه - واللعان : الكثير اللعن . ومعنى هذا الحديث : أن من كان صادقا في أقواله وأفعاله مصدقا بمعنى اللعنة الشرعية ، لم تكن كثرة اللعن من خلقه ، لأنه إذا لعن من لا يستحق اللعنة الشرعية ، فقد دعا عليه بأن يبعد من رحمة الله وجنته ، ويدخل في ناره وسخطه . والإكثار من هذا يناقض أوصاف الصديقين ، فإن من أعظم صفاتهم الشفقة والرحمة للحيوان مطلقا ، وخصوصا بني آدم ، وخصوصا المؤمن ؛ فإن المؤمنين كالجسد الواحد ، وكالبنيان لما تقدم ، فكيف يليق أن يدعى عليهم باللعنة التي معناها الهلاك والخلود في نار الآخرة . فمن كثر منه اللعن فقد سلب منصب [ ص: 580 ] الصديقية ، ومن سلبه فقد سلب منصب الشفاعة والشهادة الأخروية ، كما قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=661710لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة " . وإنما خص اللعان بالذكر ولم يقل : اللاعن ، لأن الصديق قد يلعن من أمره الشرع بلعنه ، وقد يقع منه اللعن فلتة وندرة ، ثم يراجع ، وذلك لا يخرجه عن الصديقية ، ولا يفهم من نسبتنا الصديقية لغير nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، مساواة غير nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر لأبي بكر - رضي الله عنه - في صديقيته ؛ فإن ذلك باطل بما قد علم أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر - رضي الله عنه - أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على ما تقدم ، لكن المؤمنون الذين ليسوا بلعانين لهم حظ من تلك الصديقية ، ثم هم متفاوتون فيها على حسب ما قسم لهم منها ، والله تعالى أعلم .