و (قوله : " عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإياكم والكذب . . . " الحديث) يهدي : يرشد ويوصل ، والبر : العمل [ ص: 591 ] الصالح أو الجنة ، كما قدمناه . والفجور : الأعمال السيئة . و (عليكم) من ألفاظ الإغراء ، المصرحة بالإلزام ، فحق على كل من فهم عن الله تعالى أن يلازم الصدق في الأقوال ، والإخلاص في الأعمال ، والصفاء في الأحوال ، فمن كان كذلك لحق بالأبرار ووصل إلى رضا الغفار . وقد أرشد الله تعالى إلى ذلك كله بقوله عند ذكر أحوال الثلاثة التائبين فقال : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين [التوبة: 119] والقول في الكذب المحذر عنه على الضد من القول في الصدق ، وقد تقدم القول في البر والفجور والهدى .