[ ص: 595 ] [ ص: 596 ] و (قوله : " لما صور الله تعالى آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه ") يعني : أن الله تعالى لما صور طينة آدم ، وشكلها بشكله على ما سبق في علمه ، فلما رآها إبليس أطاف بها ، أي : دار حولها ، وجعل ينظر في كيفيتها وأمرها ، فلما رآها [ ص: 597 ] ذات جوف ، وقع له أنها مفتقرة إلى ما يسد جوفها ، وأنها لا تتمالك عن تحصيل ما تحتاج إليه من أغراضها وشهواتها ، فكان الأمر على ما وقع .