(قوله : " العز إزاره ، والكبرياء رداؤه ، فمن ينازعني عذبته ") كذا جاء هذا اللفظ في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، مفتتحا بخطاب الغيبة ، ثم خرج إلى الحضور ، وهذا على نحو قوله تعالى : حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم [يونس: 22] فخرج من خطاب الحضور إلى الغيبة ، وهي طريقة عربية معروفة . وقد جاء هذا الحديث في غير كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : " الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما قصمته ثم ألقيته في النار " . وأصل الإزار : الثوب الذي يشد على الوسط . والرداء ما [ ص: 607 ] يجعل على الكتفين ، ولما كان هذان الثوبان يخصان اللابس بحيث لا يستغني عنهما ، ولا يقبلان المشاركة ، عبر الله تعالى عن العز بالإزار ، وعن الكبرياء بالرداء ، على جهة الاستعارة المستعملة عند العرب ، كما قال : ولباس التقوى ذلك خير [الأعراف: 26] فاستعار للتقوى لباسا ، وكما قال صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=913519من أسر سريرة ألبسه الله رداءها " . وكما قال : " البسوا قناع المخافة ، وادرعوا لباس الخشية " . وهم يقولون : فلان شعاره الزهد والورع ، ودثاره التقوى ، وهو كثير . ومقصود هذه الاستعارة الحسنة : أن العز والعظمة والكبرياء ، من أوصاف الله تعالى الخاصة به ، التي لا تنبغي لغيره . فمن تعاطى شيئا منها أذله الله تعالى وصغره وحقره وأهلكه ، كما قد أظهر الله تعالى من سنته في المتكبرين السابقين واللاحقين .