[ ص: 622 ] (34 و 35) ومن باب : تشميت العاطس وكظم التثاؤب
(قوله : " إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه ") تشميت العاطس : هو الدعاء له بالخير ، يقال : شمت العاطس وسمته بالشين والسين : إذا دعا له بالخير . والشين أعلى اللغتين . قاله أبو عبيد . وقال ثعلب : معنى التشميت بالشين : أبعد الله عنك الشماتة . وأصل السين من السمت ، وهو القصد والهدى . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : كل داع بالخير مسمت . وقد اختلف في تشميت العاطس الحامد لله ؛ فأوجبه أهل الظاهر على كل من سمعه ، للأمر المتقدم ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=690010إذا عطس أحدكم فحمد الله ، كان حقا على كل مسلم يسمعه أن يقول : يرحمك الله " .
[ ص: 623 ] أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - والمشهور من مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ومن اتبعه في جماعة العلماء : أنه فرض على الكفاية ، فيجزئ فيه دعاء بعض عن بعض . وذهبت فرقة إلى أنه على الندب ، وإليه ذهب القاضي أبو محمد ابن نصر ، وتأولوا قوله صلى الله عليه وسلم: " حق على كل مسلم سمعه أن يشمته " : أن ذلك حق في حكم الأدب ، ومكارم الأخلاق ، كقوله : " حق الإبل أن تحلب على الماء " .
ثم اختلف العلماء في كيفية الحمد والرد لاختلاف الآثار . فقيل : يقول : الحمد لله . وقيل : الحمد لله رب العالمين . وقيل : الحمد لله على كل حال ، وخيره nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري فيما شاء من ذلك ، ولا خلاف أنه مأمور بالحمد . وأما المشمت فيقول : يرحمنا الله وإياكم ، واختلف في رد العاطس على مشمته ، فقيل : يقول : يهديكم الله ويصلح بالكم . وقيل : يقول : يغفر الله لنا ولكم . وقيل : يرحمنا الله وإياكم ، ويغفر لنا ولكم . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي : إن شاء قال : يغفر الله لنا ولكم ، وإن شاء قال : يهديكم الله ويصلح بالكم .