و (قوله : " وإن لم يحمد الله فلا تشمته ") هذا نهي عن تشميت من لم يحمد الله بعد عطاسه ، وأقل درجاته : أن يكون الدعاء له مكروها عقوبة له على غفلته عن نعمة الله عليه في العطاس ؛ إذ خرج منه ما احتقن في الدماغ من البخار . قاله بعض شيوخنا ، ولا خلاف أعلمه أن من لم يحمد الله لا يشمت ، وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم تشميت العاطس الذي لم يحمد الله ، ونص على أن ترك الحمد هو المانع من ذلك .
[ ص: 624 ] وقوله في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : " كان حقا على كل من سمعه أن يشمته ") يدل على أن العاطس ينبغي له أن يسمع صوته لحاضريه ، وينبغي لكل من سمعه أن يشمته ، بحيث يسمع من يليه ، وينبغي لمن لم يسمع العاطس وسمع المشمت ، أن يشمت العاطس إذا حصل له أن ذلك تشميت له .
والأظهر من الأحاديث المتقدمة وجوب التشميت على كل من سمعه إذا حمد الله ، وهو مذهب أهل الظاهر ، وهي رواية عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك .