(قوله : عجبا لأمر المؤمن ؛ إن أمره كله له خير ) المؤمن هنا هو العالم بالله ، الراضي بأحكامه ، العامل على تصديق موعوده ، وذلك أن المؤمن المذكور إما أن يبتلى بما يضره ، أو بما يسره ، فإن كان الأول صبر واحتسب ورضي ، فحصل على خير الدنيا والآخرة وراحتهما ، وإن كان الثاني ، عرف نعمة الله عليه ومنته فيها ، فشكرها وعمل بها ، فحصل على نعيم الدنيا ونعيم الآخرة .
و (قوله : " وليس ذلك إلا للمؤمن ") أي المؤمن الموصوف بما ذكرته ؛ لأنه إن لم يكن كذلك لم يصبر على المصيبة ولم يحتسبها ، بل يتضجر ويتسخط ، فينضاف إلى مصيبته الدنيوية مصيبته في دينه ، وكذلك لا يعرف النعمة ولا يقوم بحقها ولا يشكرها ، فتنقلب النعمة نقمة والحسنة سيئة - نعوذ بالله من ذلك - .